بين الإبهار والإنهيار مضر والنور مثالاً

بقـــلم : إبراهيم الزين
أشفق كثيرا على جمهور نادي مضر وأقف معه ومع الرابطة والتي تلاحق فرقها في حلها وترحالها ، وخاصة اليد والقدم ، رغم الخيبات المتلاحقة التي تصدمهم ، وخاصة من كواسر اليد ، والذين يحق لنا أن نعتب عليهم كثيراً ، وليسامحونا على ذلك هذه المرة ، فقد أتلفوا أعصابنا ، نحن الجماهير المضراوية ، وأصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا في كل مباراة ، خوف المستوى قبل النتيجة ، فالمستوى ليس المقياس الحقيقي للنتائج دوماً ، ما دامت توجد دافعية للفوز والتطلع للمراكز المتقدمة والبطولات ، أما المستويات الهزيلة ، والتفاوت الرهيب بين مباراة وأخرى فهو لا تليق بفريق بحجم مضر لكرة اليد ، وهو الذي سجل له مكانة على جميع المساحات والمستويات ، حتى صار يطلق يسمى بالعالمي ، هذا اللقلب الذي يبدو أنه بدأ يتراجع ويتلاشى ، إنعكاساً لتراجع الفريق بشكل لا يسر حتى المنافسين .

لفتني بإعجاب فريق كرة اليد بنادي النور الشقيق والذي قدم فريقاً واعداً في البطولة الخليجية معتمداً على سواعد شبابية من أبناء النادي ، مع أجنبيين أو ثلاثة لا يكادون يتميزون عن أبناء النادي الشباب والذين أبلوا بلاءً مدهشاً وهم ينازلون فرقاً أقوى منهم وخاصة فريق العربي القطري ، حيث كان النور قاب قوسين من التأهل للمباراة النهائية لولا سوء الطالع وقلة الخبرة من بعض اللاعبين الذين وقعوا في محضور فني ما كان يجب أن يقعوا فيه .

نعم ، الأكاديمية تسير على الطريق الصحيح ، وأخالف من لديه رأي معاكس مع تمام التقدير ، بل أنصح أن يفعل مضر مثلما يفعل شقيقه النور، بغض النظر عن اختلاف ظروف الفريقين ، وإن كان الهدف واحد ،وهو ضرورة اتخاذ قرار حاسم بمشاركة لاعبي الشباب ، وتسريح بعض اللاعبين أو إراحتهم ، وإعطاء الفرصة لغيرهم بالمشاركة الكاملة ، وليس للمجاملة بالمشاركات الخجولة التي لا تتعدى الدقائق ، وهو ما يسبب لهم الإحباط واهتزاز الثقة في أنفسهم ، مما يؤدي إلى هجر الفريق لاحقاً والبحث عن فرصة في فريق آخر يستطيعون أن يبرزوا فيه بصورة أفضل ، وللأسف هذا ما اعتدنا عليه في مضر بالذات مع رحيل العديد من طيورنا المهاجرة.

لا يمكن أن يبقى الحال على ما هو عليه في مضر ، والذي بدأ يصل لأن يكون محطة عبور للفرق الأخرى ، وليس ذلك المنافس المعهود .
لابد من وقفة إدارية جادة ، ووقفة من الجهاز الفني ، من بعض اللاعبين الذين يجب عليهم مراجعة أنفسهم ، والحفاظ على ماضيهم فلعلهم يدركوا أن ما يفعلونه في كل مباراة هو المزيد من التراجع ، والتراجع، والذي يظهره المستوى الخجول الذي يقدمونه لدرجة تطغى على الفريق بأجمعه ، ونحن المحبون لا ينالنا من ذلك سوى القهر وفلتان الأعصاب ، في الوقت الذي نرى فيه الفريق يسير من سيء إلى أسوأ.
والسلام ..