بين الوعود والصناديق… أين مصلحة كرة اليد؟

التحرير
قبل أن تُفتح صناديق الاقتراع في انتخابات الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي لكرة اليد، تقف الاتحادات الوطنية أمام لحظة فارقة ,قرار يُتخذ في دقائق، لكنه يرسم مسار اللعبة لسنوات قادمة.
في هذا التوقيت، تكثر الاتصالات، وتشتد لغة الوعود، وتُعرض المشاريع في عناوين كبيرة, كل مرشح يتحدث عن التطوير، دعم القواعد، والعدالة بين القارات, لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح بهدوء: من يملك القدرة على التنفيذ، لا فقط الخطاب؟
محللون يرون أن المشكلة ليست في تعدد المرشحين، بل في تشابه الشعارات. فمعظم البرامج تبدو مثالية على الورق، لكن القليل منها يُختبر بسجل عملي واضح. هنا يصبح التصويت مبنيًا على العلاقات أو التفاهمات، لا على قراءة دقيقة لما تحتاجه اللعبة فعليًا.
وأن الأمانة الحقيقية في هذه اللحظة هي أن يُنظر إلى الصوت الانتخابي باعتباره مسؤولية، لا ورقة مجاملة. الاتحاد الذي يصوّت اليوم، سيحاسَب غدًا أمام لاعبيه، أنديته، وقاعدته الجماهيرية.
فالقرار لا ينعكس على المنصب فقط، بل على فرص التطوير، والاستضافة، والدعم الفني في السنوات المقبلة. المطلوب قبل التصويت ليس إعلان المواقف، ولا الدخول في صراعات، بل طرح الأسئلة الصحيحة: من يملك رؤية واقعية؟ من لديه سجل يُثبت قدرته على الجمع لا الإقصاء؟ ومن يستطيع أن يقود اللعبة في مرحلة تتطلب التوازن أكثر من الشعارات؟
في النهاية، الانتخابات تمر، والأسماء تتغير، لكن كرة اليد تبقى ومن يصوّت اليوم، يكتب جزءًا من مستقبلها، إما بقرار مدروس… أو بصوت ضائع.






