علمونا من يختار لاعبي المنتخب فعلًا؟

على الورق الأمر يبدو واضحًا: المدرب هو من يختار القائمة، وهو المسؤول الأول عن النتائج, لكن في واقع كرة اليد الخليجية و العربية، يتكرر السؤال في كل بطولة تقريبًا: هل القرار فني خالص؟ أم أن هناك عوامل أخرى لا تُقال علنًا؟
الجدل لا يبدأ عند إعلان القائمة فقط، بل يتصاعد عندما تظهر أسماء لا تشارك بانتظام مع أنديتها، أو حين تغيب أسماء قدّمت مستويات ثابتة طوال الموسم دون تفسير واضح, هنا لا يكون الاعتراض على القرار بحد ذاته، بل على غياب المنطق الظاهر خلفه.
المشكلة أن الصمت يخلق فراغًا, وعندما لا تُشرح المعايير، تبدأ التأويلات: تدخلات غير فنية، ضغوط، مجاملات، أو حتى حسابات قصيرة المدى ,سواء كانت هذه التأويلات صحيحة أم لا، فإن مجرد وجودها يضر بالمنتخب ويضع الجهاز الفني تحت ضغط إضافي لا يحتاجه.
الأخطر من ذلك أن اللاعب نفسه يصبح في حالة ارتباك, لاعب لا يعرف لماذا استُبعد، وآخر لا يعرف لماذا استُدعي، وكلاهما يدخل المعسكر وهو محمّل بالشك، لا بالثقة, ومع أول نتيجة سلبية، تتحول القائمة إلى قضية رأي عام، ويُختزل الحديث عن الأداء داخل الملعب في أسماء خارج القائمة.
الحل لا يعني كشف كل التفاصيل الفنية، ولا الدخول في تبريرات مستمرة، لكنه يبدأ من الوضوح, وجود معايير معلنة للاختيار، مثل الجاهزية البدنية، الالتزام، الدور المطلوب، أو حتى الرؤية المستقبلية، كفيل بإغلاق باب واسع من الجدل.
عندما يعرف اللاعب أن الاستدعاء ليس مكافأة، وأن الاستبعاد ليس عقوبة، يقل الاحتقان، ويزداد التركيز, وحين يشعر الشارع الرياضي بأن القرار يُدار بمعايير واضحة، يتحول النقاش من التشكيك إلى الدعم، وهو ما يحتاجه أي منتخب قبل خوض البطولات الكبرى.
في النهاية.. المنتخب لا يحتاج إلى قوائم مثالية على الورق، بقدر حاجته إلى قرارات مفهومة على الواقع ,الوضوح لا يضمن النجاح، لكنه يخلق بيئة صحية تُساعد عليه
#وانتو_بكيفكم






