السر الذي يغيّر شكل الفريق في كرة اليد !!

في كرة اليد، تتجه الأنظار دائمًا نحو ما يحدث داخل الملعب: الأهداف، التصديات، التحولات السريعة… كل التفاصيل التي يراها الجمهور ويحتفظ بها في ذاكرته بعد كل مباراة. لكن خلف هذا المشهد الصاخب، هناك مساحة صغيرة لا يلتفت لها الكثيرون، رغم أنها قادرة على تغيير مجرى اللقاء بالكامل: الدكة.
الدكة ليست كراسي للجلوس بقدر ما هي مزاج فريق كامل. فهي المرآة التي تعكس حالة المجموعة، وتحدد مدى تركيزها وحضورها الذهني. فعندما تكون الأجواء هادئة، مرتبة، بعيدة عن التوتر والصوت العالي، ينعكس ذلك مباشرة على أداء اللاعبين داخل الملعب؛ يدخلون بثقة، يفهمون تعليمات المدرب، ويتخذون قراراتهم دون خوف. أما حين تتحول الدكة إلى ساحة صراخ واعتراضات، فإن الارتباك يتسرب سريعًا إلى الداخل، حتى أن اللاعب الممتاز يبدأ بالشعور بالضغط وينعكس ذلك على فاعليته.
الدكة الهادئة تصنع فريقًا رابحًا
الفريق الذي يمتلك دكة واعية ومنظمة يكسب أفضلية منذ اللحظة الأولى.
المدرب يستطيع أن يوجه كما يريد، واللاعبون يسمعون ويفهمون، والبدلاء يدخلون وهم مستعدون لتغيير شكل المباراة دون أن يثقلهم أي ضغط نفسي. الهدوء يمنح الفريق قدرة أعلى على إدارة اللحظات الحرجة، ويخلق توازنًا بين من في الداخل ومن ينتظر دوره.
والدكة المتوترة تخسر قبل اللعب
في المقابل، الدكة المتوترة تزرع الفوضى قبل كل شيء.
كل صيحة اعتراض، كل حركة عصبية، كل توتر غير محسوب… ينتقل تلقائيًا إلى أرض الملعب. اللاعب الشاب على وجه الخصوص يتأثر بسرعة؛ يكفي أن يسمع صوتًا عاليًا خلفه لتضطرب أفكاره وتبدأ الأخطاء التي لم تكن لتحدث في ظروف طبيعية. الفوضى خارج الخط غالبًا تتحول إلى فوضى في داخل الملعب.
دور المدرب والإداري… شراكة لا يراها الجمهور
نجاح الدكة لا يعتمد على المدرب فقط، بل على الإداري أيضًا.
الإداري الهادئ المنظم قادر على ضبط الإيقاع، تهدئة التوتر، ترتيب التبديلات، وإعادة تركيز اللاعبين في أصعب اللحظات. وجوده يمنح الفريق ثقة إضافية، وفي مباريات الضغط… قد تكون منه كلمة واحدة كافية لتغيير المزاج بالكامل. إنها شراكة متكاملة لا يلاحظها الجمهور، لكنها تصنع الفارق الحقيقي.
الخلاصة
في كرة اليد، قد لا يكون الفريق الأفضل فنيًا هو من يفوز دائمًا، بل الفريق الذي يمتلك دكة واعية وهادئة ومتوازنة.
أما الفريق الذي يعيش الفوضى خلف الخط… فهو غالبًا يخسر المباراة قبل أن تبدأ.
الدكة ليست تفصيلًا جانبيًا؛ إنها العقل الآخر للفريق، ومن يديرها بذكاء يعرف كيف يمهّد الطريق إلى الانتصار.






