يقولون

نهائي كأس الاتحاد الكويتي: قمة تنافسية تليق بالكبار

في ليلة كروية استثنائية، احتضن نهائي كأس الاتحاد الكويتي لكرة اليد مواجهة من العيار الثقيل جمعت بين نادي الكويت ونادي القادسية، في مباراة حفلت بالإثارة والندية حتى صافرة النهاية. مباراة ارتقت لمستوى التطلعات، وقدّم فيها الفريقان درساً حقيقياً في الروح القتالية، والانضباط التكتيكي، والقدرة على التعامل مع ضغوط المباريات النهائية.

نادي القادسية دخل اللقاء بروح عالية، وقدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وكان نداً قوياً لنادي الكويت طوال دقائق المباراة. استطاع أن يباغت الكويت بهدف، وأربك حساباته في أكثر من مناسبة. بل إن القادسية كان قريباً جداً من خطف المباراة أو على الأقل فرض الأشواط الإضافية، لولا إهدار فرصة محققة في الثواني الأخيرة كانت كفيلة بقلب الموازين.

من جانبه، واصل نادي الكويت تقديم عروضه القوية هذا الموسم، مؤكداً أنه الفريق الأفضل والأكثر استقراراً على جميع المستويات. استطاع أن يتعامل بذكاء مع تقلبات اللقاء، وسجل في اللحظات الحاسمة، ليُتوج مستحقاً باللقب بعد موسم مثالي تُوِّج فيه بالدوري والكأس، جامعاً الثنائية عن جدارة.

وإن كنا سنتحدث عن بصمة فنية تستحق التوقف، فلا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي لعبه المدرب القدير امن القفصي مع نادي القادسية. منذ توليه دفة القيادة الفنية، شهد الفريق تحولاً واضحاً في الأداء والروح، وظهر القادسية بشكل مغاير تماماً، أكثر تنظيماً، وجرأة، وتماسكاً. المدرب العالمي أعاد للقادسية شخصيته الفنية، ونجح في إعادة بناء الثقة داخل الفريق، مما يجعل المستقبل مبشراً لجماهير الأصفر إذا ما استمرت هذه المنظومة الواعدة.

الجماهير القدساوية اليوم باتت أكثر اطمئناناً، حيث أظهر الفريق تحت قيادة القفصي أنه قادر على العودة للمنافسة بقوة الموسم المقبل، وما تحتاجه الإدارة الآن هو استثمار هذا الزخم الفني من خلال دعم الفريق بعدد من اللاعبين المحليين أصحاب المستوى العالي، لضمان الاستمرار في طريق التطور والمنافسة.

وكل الشكر كذلك إلى إدارة نادي القادسية على اهتمامها الواضح بالفريق في المرحلة الماضية، وهو ما يُبنى عليه الكثير في المرحلة المقبلة إذا ما استمر هذا الدعم مقروناً بالتخطيط السليم

ومع إسدال الستار على هذا الموسم، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لجميع اللاعبين، والأجهزة الفنية، والجماهير، الذين صنعوا من هذا الموسم لوحة فنية رياضية راقية. كما نتوجه بالشكر والتقدير إلى الاتحاد الكويتي لكرة اليد على التنظيم والمتابعة، وإلى التحكيم الكويتي الذي قاد المباراة النهائية بحيادية واقتدار، وأخيراً للقناة الرياضية التي وثقت المشهد بعدساتها وبصوت محلليها وإعلامييها، لتبقى هذه اللحظة حاضرة في ذاكرة اللعبة.

في النهاية، نقولها بثقة:
الفرق الكبيرة تعرف طريق الذهب… أما الفرق الخاصة، فهي التي تصنع الذهب.

 

بقلم – الكابتن مهدي القلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com