أكسل مانسون يقود السويد نحو المجد العالمي في مونديال الشباب بولندا 2025

كتب-أنس أديب
خلال عقد من الزمن بين عامي 2003 و2013، توّج المنتخب السويدي بلقب بطولة العالم للشباب لكرة اليد (تحت 21 سنة) ثلاث مرات، وذلك في نسخ 2003، 2007 و2013. لكن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا في نتائجه، إذ حلّ في المركز الخامس عشر عام 2017، والحادي عشر في 2019، والثاني عشر في نسخة 2023.
ورغم هذا التراجع العالمي، ظلّ منتخب السويد رقمًا صعبًا على الصعيد القاري، حيث أنهى بطولة أوروبا للشباب تحت 20 عامًا في المركز الرابع عام 2022، والخامس في نسخة 2024. ومع وجود نجم بحجم أكسل مانسون في صفوفه، بدا أن السويد جاهزة لتحقيق نتيجة قوية في بطولة العالم للشباب المقامة في بولندا 2025.
يُنظر إلى مانسون منذ سنوات كواحد من ألمع المواهب في كرة اليد السويدية، وقد أشاد به الخبراء كثيرًا نظير مستواه المتميز. وتشتهر السويد بإنتاجها لمجموعة من أفضل لاعبي مركز صانع الألعاب في تاريخ اللعبة، ويبدو أن مانسون في طريقه ليكون الاسم الجديد على هذه القائمة اللامعة.
مانسون، البالغ من العمر 20 عامًا، تألق سابقًا في بطولة أوروبا للناشئين 2022، حيث تم اختياره كأفضل صانع ألعاب، وسجل في النهائي ضد إسبانيا 13 هدفًا رغم خسارة فريقه بنتيجة 34-32.
وفي بطولة العالم الحالية، يُعد مانسون الهدّاف الأول للسويد برصيد 49 هدفًا، ويحتل المركز الثالث في ترتيب هدافي البطولة، بفارق 4 أهداف فقط عن أولي ميتون لاعب جزر فارو، مع فرصة كبيرة للصعود إلى منصة التتويج كأحد أفضل الهدافين.
لكن بالنسبة لمانسون، فالنتائج الجماعية هي الأهم. وبعد تأهل السويد إلى نصف النهائي على حساب ألمانيا، بدا مانسون في قمة الحماس. وقال عقب اللقاء:
“العب مع زملائي هو أكثر ما أستمتع به. صحيح أنني كنت هدّاف المباراة وربما سجلت عدة رميات جزائية، لكنني سعيد فقط لأننا فزنا.”
وفي الفوز المفاجئ للسويد على ألمانيا بنتيجة 32-26، سجل مانسون 9 أهداف من 15 محاولة، وقدم تمريرة حاسمة، وكان حاضرًا بقوة في اللحظات الحاسمة، خاصة أن 20 من أهدافه في البطولة جاءت من خارج التسعة أمتار.
ورغم أن طوله لا يتجاوز 1.75 م، ويُعد ثاني أقصر لاعب في الفريق، إلا أن مانسون يُحول هذا العامل لصالحه بفضل سرعته، ومهاراته الفردية العالية، وذكائه الكبير داخل الملعب.
وبرغم صغر سنه، فقد تصدر قائمة هدافي الدوري السويدي في موسم 2023-2024 برصيد 169 هدفًا، وانتقل الصيف الماضي إلى نادي “إف كيه كريستيانستاد”، أحد أقوى الفرق السويدية، حيث سجل 147 هدفًا، ليحل خامسًا في ترتيب الهدافين هناك.
ورغم إنجازاته الفردية، يظل تركيز مانسون على الفريق، ويقول:“واجهنا مباراة صعبة ضد البرتغال وخسرنا، لذا كنا الطرف الأضعف أمام ألمانيا، لكننا قدمنا أداءً قويًا، خاصة دفاعيًا، رغم طرد اثنين من مدافعينا الرئيسيين. الآن نركّز على نصف النهائي.”
أمام مانسون مباراتان أخيرتان في بطولة بولندا 2025، أولاهما ضد المنتخب الدنماركي في ديربي اسكندنافي مرتقب، أمام فريق لم يخسر أي مباراة في البطولة حتى الآن.
وفي حال الفوز، فإن السويد ستبلغ النهائي للمرة السابعة في تاريخها، بعد خسارتها للنهائي في أعوام 1985، 1991، و1999، وتتويجها باللقب في 2003، 2007، و2013.