البحرين يلتقي قطر في نهائي العرب على حساب الكويت

كتب جاسم الفردان

تمكّن المنتخب البحريني من إقصاء المنتخب الكويتي في المواجهة التي جمعتهما في الدور نصف النهائي، وتأهل إلى المباراة النهائية بنتيجة 29/24. وكان الشوط الأول قد فرض فيه المنتخب البحريني إيقاعه وسيطرته، وانتهى بنتيجة 17/9. وبرز في هذه المواجهة قائد المنتخب البحريني حسين الصياد ومحمد حبيب كأكثر اللاعبين تسجيلاً، إلى جانب تألق حارس البحرين هشام أحمد. ولم يظهر المنتخب الكويتي كما كان متوقعًا، وبدا واضحًا معاناته من المشاكل الدفاعية والثغرات، كما غابت بعض نجومه هجوميًا، وظل الاعتماد الأكبر على إمكانيات سيف العدواني، أفضل مسجل في صفوف “الأزرق”. وبشكل عام، كان المنتخب البحريني الأفضل تنظيمًا، والأسرع في المناورة، والأكثر قدرة على إيجاد الثغرات، كما كان أداؤه الدفاعي منسجمًا وشرسًا في أغلب فترات المباراة.

بداية متكافئة وسريعة من الجانبين، كان فيها المنتخب البحريني أكثر جرأة بوجود قائده حسين الصياد، الذي لعب بخبرته ووجّه زملاءه أثناء اللقاء. ورغم تقدّم الكويت بهدف لمحمد علي من مركز الدائرة، جاء الرد البحريني من رمية جزائية عبر حسن ميرزا. ووقع الفريقان في خطأين هجوميين، ثم سجل الكويت هدفين من مركز الدائرة، ومن الخط الخلفي عن طريق عبدالله الخميس وسيف العدواني، قبل أن يتوقف عن التسجيل، ما منح البحرين أفضلية التقدم. وسجل لاعبو البحرين 9 أهداف تناوب عليها حسين الصياد (هدفين)، ومحمد حبيب (هدفين)، وجاسم خميس، في وقت رجّح فيه هشام أحمد كفة فريقه بأربع تصديات ناجحة.

شكّل دفاع البحرين بطريقة 6/صفر ضغطًا على الخط الخلفي الكويتي، حيث كان يتحرّك بتقدّم وتأخّر حسب تحركات المنافس. وكان البحرين أفضل هجوميًا، ورفع الفارق إلى 5 أهداف (11/6). ومع ذلك، ظل المنتخب الكويتي يحاول، غير أن حسين الصياد كان حاضرًا بقوته وخبرته وشجاعته في تغيير مجريات اللعب. استمر الفارق لصالح البحرين، فيما لم يحالف الحظ الكويت في ثلاث محاولات اصطدمت بالقائم، مع استمرار تألق الحارس هشام أحمد. أما حسن أولا، وثانيًا علي صفر، فكانا بعيدين عن مستواهما، كما عانى الدفاع الكويتي من الثغرات، ما سهّل عملية الاختراق بوجود حسين الصياد ومحمد حبيب وجاسم خميس.

أسماء كويتية لم تظهر مثل عبدالعزيز الشمري، وسيف العدواني اكتفى بهدفين، وغياب عبدالله الخميس عن صناعة اللعب، إضافة إلى خروج عبدالعزيز سالمين عن الفورمة. في المقابل، نفّذ لاعبو البحرين كل ما أرادوا: بناء الهجمة، سرعة الإرسال، وتنويع التهديف. ومع الدقيقة 27، تقدّم البحرين بفارق 7 أهداف (15/8)، وأنهى الشوط الأول بنتيجة 17/9، في شوط كشف حجم الثغرات الدفاعية للكويت، وكذلك ثقة مفرطة سبقت اللقاء، أدّت إلى غياب تام للمنظومة الكويتية والأداء الجماعي. وكان أبرز لاعبي البحرين: هشام أحمد في الحراسة، وحسين الصياد ومحمد حبيب في التسجيل.

في أول خمس دقائق من الشوط الثاني، تحرّر المنتخب الكويتي هجوميًا، وسجل هدفين عن طريق سيف العدواني وفواز مشاري، وشهدت هذه الدقائق إيقاف عبدالله الخميس، لكن المنتخب البحريني استغل الثغرات الدفاعية، فسجل محمد حبيب هدفين متتاليين، وأضاف حسن مدن هدفًا ليصل الفارق إلى 8 أهداف (20/12). بعدها جاءت ثلاث تصديات متتالية من الحارس حسن صفر، وهدف جديد للكويت قلّص الفارق إلى 6 أهداف (20/14). ومع ذلك، حافظ البحرين على الفارق بفضل الحلول الفردية التي قدّمها حسين الصياد ومحمد حبيب، في حين سجّل للكويت محمد حسن وعبدالعزيز نجم هدفين، ليبقى الفارق ثابتًا ثم يعود إلى 7 أهداف (23/16).

استمرّت المواجهة تسير لصالح البحرين، الذي كان الأفضل دفاعيًا والأكثر تنظيمًا. ومع الدقيقة 16، تصدى حسن صفر لهجمة، وسجّل عبدالعزيز نجم وفواز مشاري هدفين للكويت، لكن الأخطاء الدفاعية بقيت على حالها. نسبة التسجيل للكويت تحسّنت بدخول عبدالعزيز نجم، الذي قلّص الفارق إلى 5 أهداف (24/19) عند الدقيقة 18.

قبل نهاية المواجهة بـ8 دقائق، اتّجهت الدقائق الأخيرة لصالح البحرين، الذي وسّع الفارق إلى 7 أهداف، ما صعّب عودة الكويت بهذا الأداء. وشهدت اللحظات الأخيرة خروجًا عن النص من الطاقم التحكيمي، كاد يفسد أجواء اللقاء، غير أن الفارق الكبير كان كافيًا لتأكيد فوز البحرين، الذي بات على بُعد خطوة من التتويج بكأس العرب العاشرة، ويبدو أن الهدف هو الحفاظ على اللقب العربي للمرّة الثانية تواليًا.

وتتجه الأنظار إلى نهائي مشتعل يجمع بين قطر الطامح في لقبه العربي الأول، والبحرين الذي يسعى لتأكيد أن كرة اليد البحرينية لا تتخلّى عن المنافسة، مهما اختلفت الأجيال.

وقد أنهى المنتخب البحريني المواجهة بفوز مستحق بنتيجة 29/24، ليضرب موعدًا مع قطر في النهائي، فيما يلتقي الكويت مع مصر لتحديد المركزين الثالث والرابع.