شليف : كلاسيكو التناقضات “بين استقرار الصفا وتقلبات الخليج”

قراءة فنية : الكابتن محمد شليف
تشهدت كرة اليد السعودية مساء اليوم الجمعة قمة مثيرة تجمع بين فريق الصفا، الذي حافظ على استقراره ومستواه الثابت، وفريق الخليج الذي عرف موسماً متقلباً، ما بين عروض قوية وأخرى باهتة، ويُحسب له فقط تحقيق لقب السوبر الإماراتي السعودي، رغم الفارق الفني الواضح بين مستوى الدوري السعودي والدوري الإماراتي، حيث جاءت نتيجة هذه المواجهة أكثر هدوءاً مما كان متوقعاً.
القراءة الفنية للخليج: يقود فريق الخليج المدرب ديميتروس، الذي استطاع تحقيق عدة ألقاب مع أبناء سيهات، مستفيداً من الاستمرارية الفنية، ولكن الفريق يعاني من ضعف في “الكوتشينغ” خلال الدقائق الحاسمة من المباريات، مع قلة التنويع في الأساليب الهجومية، واعتماد مفرط على الاجتهادات الفردية للاعبين. هذا الخلل أصبح مصدر قلق واضح لجماهير الخليج التي تعد القلب النابض والداعم الأكبر للفريق.
القراءة الفنية للصفا: أما فريق الصفا، فيقوده التونسي الداهية نجيب بن ثاير، الذي نجح في إعادة بناء الفريق في فترة زمنية قصيرة، محولاً إياه من فريق هش نفسيًا كان يخسر معظم مبارياته في أوقات الحسم إلى فريق شرس يلعب بروح قتالية حتى الثواني الأخيرة من المباريات.
نقاط التشابه بين الفريقين:
-
كلا الفريقين يتمتعان بقوة كبيرة في مركز حراسة المرمى.
-
يتفوقان بالسرعة الكبيرة في التحول من الدفاع إلى الهجوم، سواء عبر الفاست بريك المباشر أو عبر الترانزيشن السريع، بقيادة نجمَي كل فريق: الصياد في الخليج والزمال في الصفا.
على مستوى الدفاع:
-
يعتمد الصفا على دفاع 6-0 المتماسك في الالتحامات البدنية، مع تحويله إلى دفاع إسباني ضاغط بمجرد بدء المنافس للهجوم. ويبرز في هذا الجانب اللاعب حيدر الحسن في قطع الكرات، وبلال حمام ومصطفى الحسن في الصد الدفاعي، بقيادة وتوجيه يوسف معرف الذي يشكل عقل الدفاع بفضل خبرته الطويلة.
-
أما الخليج، فيمتاز بدفاع صلب في عمق الملعب بوجود الثلاثي نومينيا وجهاد ومهدي آل سالم، مع تحركات فعالة لمجتبى في عملية قطع الكرات. لكن الفريق يعاني من ضعف نسبي في الدفاع بالمركزين 2 و5، بالإضافة إلى ضعف التغطية الدفاعية على الأطراف، حيث ينشغل الأجنحة بالتفكير في التحول السريع للهجوم أكثر من التغطية الدفاعية.
على مستوى الهجوم:
-
الخليج يعتمد بشكل كبير على المهارات الفردية، خصوصًا من الصياد ومجتبى، في ظل انتظار انتفاضة فنية من محمد حبيب الذي لا يزال يشكل لغزاً محيراً. ويؤسس سيد علي للفكر الهجومي من خلال محاولته عزل لاعبي الدفاع (المركزيين 3 و4) لصالح مجتبى أو محمد حبيب. كما يعتمد الخليج على جمل تكتيكية واضحة مثل الياغو وتحويل الباك إلى دائرة ثانية ثم الخروج لاستقبال التمريرة، غير أن الفريق يعاني من سلبية واضحة تتمثل في قلة تفعيل الأجنحة، رغم أنهم يُعتبرون من أفضل الأجنحة فنياً على مستوى المملكة.
-
في المقابل، الصفا يعتمد على أسلوب اللعب الجماعي والسريع بقيادة الزمال، مع استغلال اختراقات حيدر الحسن وتسديدات يوسف معرف. وعند وجود بلال حمام وحسين المحسن، تتغير الأدوار داخل الملعب، إذ يعمل مصطفى الحسن ويوسف الطويل كدوائر مهمة لاستدراج دفاع الخصم، سواء لتهيئة الفرصة لتصويب الباكين، أو لسحب الدفاع وتمرير الكرة للأجنحة المتمركزين بشكل ذكي لخلق أفضلية هجومية.
مفاتيح الفوز في اللقاء:
-
الحراسة ستكون عاملًا حاسمًا في نتيجة المباراة.
-
القرارات الفنية للمدربين خلال آخر عشر دقائق ستلعب دورًا حاسمًا في توجيه النتيجة.
-
حسن توزيع المجهود البدني على اللاعبين، وتفعيل دكة البدلاء بذكاء، مع التحضير الذهني المناسب ستكون عوامل حاسمة.
-
الفريق الذي سيتحكم في أعصابه ويتجنب الإقصاءات واللعب العددي الناقص سيكون الأقرب لحسم الفوز لصالحه.
في النهاية، نحن أمام مواجهة كبيرة نأمل أن تخرج بأجمل صورة ممكنة، فنيًا وجماهيرياً، مع المحافظة على الروح الرياضية بين اللاعبين والجماهير، ليكون الفوز من نصيب من يستحقه عن جدارة واستحقاق بإذن الله.