أخبار عربية

 أبو الهدى.. شيخ المدربين السوريين وأحد رموز كرة اليد

كتب- حسين هلال

يعد الكابتن هاني أبو الهدى أحد أبرز نجوم كرة اليد السورية، وهو صاحب مسيرة رياضية حافلة بالإنجازات والانتصارات. نشأ في أسرة رياضية عُرفت بلقب “عيلتنا كلها لعيبة”، حيث ارتبطت عائلة أبو الهدى بعشق كرة اليد، وكان للكابتن هاني نصيب الأسد في تمثيل هذا الإرث الرياضي العريق.

حارس مرمى استثنائي

يُعتبر الكابتن هاني أبو الهدى أحد أعمدة كرة اليد السورية، حيث تألق في مركز حراسة المرمى، وكان اسمه يُحسب له ألف حساب بين نجوم اللعبة. وبشهادة زملائه، لم يكن هناك حارس يثير القلق لدى المهاجمين كما كان يفعل، فقد صقل موهبته بفضل تسديدات زملائه أحمد شعيب وخلف الزواد في نادي الفرات.

ويشهد له الكثيرون بأن ملاعب كرة اليد السورية لم تشهد حتى اليوم حارسًا بإمكانياته وكفاءته. انطلقت مسيرته الرياضية عام 1966 مع فريق نادي الفرات، وسرعان ما لفت الأنظار بموهبته، ليتم استدعاؤه إلى المنتخب السوري، حيث مثله في عدد من البطولات، أبرزها بطولة العرب بالكويت عام 1975 والدورة العربية الخامسة بدمشق عام 1976.

مدرب بارع وصانع أجيال

لم يقتصر عطاء الكابتن هاني أبو الهدى على اللعب فقط، بل واصل مسيرته كمدرب متخصص في تدريب الفئات السنية، وكان له دور بارز في تطوير كرة اليد بنادي الفرات في محافظة الرقة، حيث أسس قواعد متينة للعبة هناك، ونجح لاعبوه في إحراز كأس الجمهورية والمنافسة على المراكز الأولى بالدوري السوري.

بعد اعتزاله اللعب عام 1979، انتقل إلى التدريب، حيث أشرف على تدريب فريق الرجال بنادي الفرات، ثم تولى تدريب منتخب سوريا للناشئين، وبعد ذلك أصبح مساعدًا للمدرب الألماني الذي كان يشرف على منتخب الرجال.

رحلته الاحترافية في الإمارات

لم تتوقف طموحاته عند حدود سوريا، حيث سافر إلى الإمارات في بداية الثمانينات، والتي عرفت كيف تستفيد من خبرته. وبفضل عمله الدؤوب وإخلاصه، نجح في تأسيس قاعدة واسعة من اللاعبين، مما جعل الأندية الإماراتية تتهافت عليه، مقدمةً له أعلى الرواتب بين مدربي الدول الأخرى.

وكانت بصمته واضحة في تطوير مستوى اللعبة، حيث دفع نجاحه مدرب منتخب الإمارات د. عبد العزيز صقر للتصريح في إحدى الصحف بأن:

لاعبو نادي دبا الحصن، تحت قيادة الكابتن هاني، ينفذون خطة دفاع 3×3 بشكل أفضل من كبار اللاعبين في الإمارات.”

وقد تمكن من إيجاد حلول فعالة لمشكلات الدفاع وحراسة المرمى، التي كانت من أبرز التحديات التي تواجه كرة اليد الإماراتية آنذاك، مما ساهم في رفع اسمه بين المدربين البارزين، وأصبح مطلوبًا للعديد من الأندية.

محطات تدريبية بارزة

خلال تواجده في الإمارات، درّب عدة أندية، أبرزها:

  • دبا الحصن
  • الخليج
  • دبا الفجيرة
  • العروبة
  • التعاون
  • رأس الخيمة

وما زال حتى اليوم يواصل عمله بكل شغف وثقة، حيث يعمل منذ عدة سنوات مديرًا فنيًا لأكاديمية كرة اليد بنادي الوصل.

تكريم مستحق واحتراف متواصل

نظرًا لإنجازاته وإسهاماته في تحقيق الانتصارات مع الفرق التي أشرف عليها، حصل على جائزة أفضل مدرب في الإمارات لعامي 1986 و1991.

كما لم يكتفِ بخبرته العملية، بل حرص على تطوير نفسه، حيث شارك في 26 دورة تدريبية متقدمة في دول مثل:

  • يوغسلافيا
  • سويسرا
  • ألمانيا
  • إيطاليا
  • ودورات متخصصة في دول الخليج العربي تحت إشراف نخبة من المدربين العالميين.

على مدار مسيرته الطويلة، ترك الكابتن هاني أبو الهدى بصمة واضحة في كرة اليد، مقدمًا صورة مشرفة للكوادر السورية في تحقيق الإنجازات والنجاحات، سواء على المستوى المحلي أو العربي، ليبقى اسمه علامة فارقة في تاريخ اللعبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com