التحليل الفني

خبراء رياضيون ..الاتحادات مسؤولة عن إخفاقات منتخباتها عالميًا وتقليص الأندية حل !!

تقرير -محمد الضامن

كتبه-أنس أديب 

شهدت النسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم لكرة اليد أداءً متباينًا للمنتخبات العربية، حيث ودعت منتخبات تونس، الجزائر، والبحرين المنافسات بشكل مخيب، بينما نجح المنتخب المصري في تحقيق أداء مشرف والوصول إلى دور الثمانية قبل أن يخرج أمام المنتخب الفرنسي. هذا التفاوت في النتائج أثار العديد من التساؤلات حول أسباب الإخفاقات المتكررة لبعض المنتخبات العربية، ومدى قدرة الكرة العربية على مجاراة التطور السريع للمنتخبات الأوروبية.

آراء المدربين والخبراء حول أسباب الإخفاقات العربية

خلفاوي …تراجع منتخبات تونس والجزائر والبحرين.. أزمة تخطيط و أزمة مواهب

بالحديث عن أسباب خروج منتخبات تونس والجزائر والبحرين من بطولة العالم بهذه الطريقة التي لا تليق أبدًا بتاريخ المنتخبات العربية في البطولة

أشار الإعلامي مصطفى خليفاوي أنه يمكن القول إن منتخب تونس تأهل إلى الدور الرئيسي بشق الأنفس بعد فوزه بفارق نقطة واحدة على شقيقه الجزائري. كرة اليد التونسية تراجعت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى المنتخب الأول أو المنتخبات السنية، وأصبح المنتخب حاليًا يفتقد للنجوم الذين تعودنا عليهم، إضافة إلى ضعف واضح في تكوين الفئات الصغرى. كما أن البطولة التونسية أصبحت تعاني من هيمنة الترجي وحده، ولم تعد تصنع لاعبين كبار مثل وسام حمام، وعصام تاج، ووائل جلوز، وغيرهم. اتحاد كرة اليد في تونس يعاني من مشاكل عديدة، مما أثر على أداء المنتخب حتى في القارة الافريقية، حيث أصبح يعاني أمام منتخبات كانت تُعتبر سهلة في الماضي.

أما المنتخب الجزائري، فيعاني من تراجع رهيب بسبب مشاكل داخلية في الاتحاد الجزائري لكرة اليد، حيث لم يتمكن المكتب الفيدرالي اتحاد اللعبة  الحالي من ترميم ما يمكن ترميمه أو إصلاح ما يمكن إصلاحه خلال فترة كاملة. الدوري الجزائري يضم عددًا كبيرًا من المنتخبات، ولكنه يفتقر إلى المستوى التنافسي، مما انعكس على المنتخب الأول الذي أصبح يعاني في البطولات الكبرى. التكوين غائب، ولا يتم الاستفادة من الخبرات المتاحة، مما جعل المنتخب الجزائري يظهر بمستوى ضعيف في المونديال.

بالنسبة للمنتخب البحريني، فقد سبق له تحقيق إنجازات جيدة، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الاحتكاك بالمستوى العالي. تصدير اللاعبين إلى الدوريات الأوروبية يمكن أن يساعد في تطوير مستواه ليكون أكثر قدرة على المنافسة في المستقبل

.

أبو المجد ..ضعف التحضير والتخطيط العشوائي سبب الإخفاق العربي.. والبحرين الأكثر واقعية

ذكر المدرب المصري الكابتن مجدي أبو المجد لم تظهر المنتخبات العربية بالشكل الأمثل في البطولة، ورغم وجود اختلافات في الأسباب، إلا أن هناك تشابهات أيضًا. أحد أبرز هذه التشابهات هو عدم قدرة المنتخبات العربية على التعامل مع الحدث العالمي، نتيجة ضعف التحضيرات وعدم تحليل نتائج المنتخبات المنافسة بالشكل الأمثل.

وقال إذا عزلنا مشاركة المنتخب المصري فمنتخب البحرين، كان الأفضل بين المنتخبات العربية، حيث تعامل بواقعية كبيرة مع البطولة، رغم إصابة قائده حسين الصياد، استطاع المنتخب بذكاء فني وإداري استغلال الفرصة لتجديد الدماء، حيث تم إشراك 12 لاعبًا من مواليد 2000-2004، وهو ما سيمكن البحرين من بناء منتخب قوي للمنافسات الآسيوية والعالمية القادمة.

أما منتخب الجزائر، فقد تأثر كثيرًا بتأخير الإعداد الذي بدأ قبل البطولة مباشرة، مما لم يكن كافيًا لمنافسة المنتخبات الأخرى. كما أن غياب المتابعة الدقيقة لمنتخبات المجموعة جعل مباراة إيطاليا مفاجأة كبيرة للمنتخب. إضافة إلى ذلك، اعتمد المنتخب الجزائري بشكل كامل على أعمدة المنتخب مثل بركوس والعابدي والغضبان، مما أرهقهم بدنيًا وأعطى المنافسين فرصة لاستغلال نقاط الضعف

وأضاف منتخب تونس شكل صدمة كبيرة لنا جميعًا، ليس فقط بسبب الهزيمة أمام إيطاليا، ولكن أيضًا بسبب الأداء العام للمنتخب، الإعداد الضعيف والمشاكل المالية كانت أحد العوامل المؤثرة، بالإضافة إلى تراجع مستوى الدوريات العربية التي يلعب فيها أغلب لاعبي المنتخب، عامل السن كان له تأثير أيضًا، إلى جانب تغيير الجهاز الفني قبل البطولة بفترة قصيرة بعد الإخفاق في التأهل لأولمبياد باريس عبر الملحق في مارس 2024.

وبالنسبة لمنتخب الكويت، فقد حقق أكثر من المتوقع، خاصة بعد غياب طويل عن البطولات بسبب الإيقاف لمدة أربع سنوات. رغم ذلك، قدم المنتخب أداءً مميزًا وحقق الفوز على اليابان والجزائر، وأثبت أنه منتخب قادم بقوة للمنافسات الآسيوية المقبلة.

 أشار إلى أن منتخب قطر، قد واجه مشكلات مشابهة لتونس والجزائر، حيث تأثر بالإعداد الضعيف وتغيير الجهاز الفني الذي لم يمتلك الوقت الكافي للتعرف على اللاعبين. كما أن المنتخب يضم لاعبين كبارًا في السن، مما أثر على الأداء العام.

وختم حديثه قائلاً: في النهاية، المنتخبات العربية لديها القدرة على تحقيق الإنجازات كما فعل منتخب قطر عندما حصل على فضية العالم، وتونس عندما حققت المركز الرابع عالميًا، والبحرين بتأهلها إلى أولمبياد طوكيو. الجميع يعلم أسباب الإخفاق، والجميع يعرف أيضًا كيف يمكن تحقيق النجاح، أتمنى للمنتخبات العربية التوفيق في المستقبل، والعمل منذ الآن على بناء فرق قوية تليق بحجم الطموحات.

السباع.. رحيل الأجيال الذهبية و الاحتراف أثر على المنتخبات العربية

وفي الحديث عن مدى قدرة المنتخبات العربية على التعلم من أخطائها السابقة، وفشلها المتكرر في التأهل والمشاركة الفعالة في البطولات والمحافل العالمية، وعدم ظهورها بالمستوى المطلوب, أشار المدرب البحريني الكابتن عادل السباع القضية ليست مجرد أخطاء تكتيكية، بل تتعلق برحيل الأجيال المميزة دون إيجاد بدائل قوية. الجزائر في الثمانينات والتسعينات، وتونس في التسعينات والألفية، كلها قدمت مستويات عالمية، لكن اليوم تعاني هذه المنتخبات من تراجع كبير.

وقال: إذا كنا نتحدث عن الأخطاء، فأنا لا أعتقد أنها المشكلة الرئيسية، لأننا رغم الأخطاء يمكن تحقيق إنجازات، ولكن المشكلة الأكبر هي تفضيل اللاعبين للاحتراف في الأندية على حساب المنتخب الوطني، بالإضافة إلى ظاهرة تجنيس اللاعبين في منتخبات أخرى. تخيل أن الجزائر في كأس العالم 1995 تمكنت من الفوز على الدنمارك، وتونس حلت رابعة في العالم عام 2005، والبحرين حققت المركز الثامن في أولمبياد طوكيو 2021، لكن اليوم هذه الإنجازات تبدو بعيدة المنال بسبب سوء التخطيط.

وأضاف يبدأ التخطيط من الفئات السنية، حيث تتحمل الاتحادات والأندية مسؤولية كبيرة في إعداد اللاعبين أسوة بالمنتخبات الأوروبية التي تحصل على فترة إعداد قصيرة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط قبل كأس العالم، ورغم ذلك تحقق نتائج مميزة، كما ذكر يكمن التخطيط الفعلي في حسن اختيار اللاعبين، و تفعيل دور الكادر الطبي، وتهيئة الأجواء النفسية، كما فعلت فرنسا التي بذلت جهدًا كبيرًا لإشراك لاعبين مصابين مثل نيم وبراندي. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تعزيز الثقة بالنفس؛ فعلى سبيل المثال، الإعلام الدنماركي دائمًا ما يروج لفكرة أن لا أحد يستطيع هزيمة الدنمارك، بينما ركز الإعلام الألماني على تحليل نقاط ضعف المنتخب البرتغالي قبل مواجهته، مما كان له تأثير كبير على الأداء داخل الملعب

وأشار إلى أنه يتفق مع الرأي القائل بأن الدوري القوي يصنع منتخبًا قويًا، كما أن الاحتكاك المستمر في المعسكرات ونوعية التدريب لها تأثير كبير على مستوى المنتخبات الوطنية, في الوقت نفسه، لا يمكن مقارنة أي منتخب عربي حاليًا مع مصر، فهي حالة استثنائية تمتلك منظومة متكاملة تعمل على تطوير المواهب وإعداد المنتخبات بشكل علمي ومدروس .

درواسي يجب تقليص عدد أندية الدوريات لرفع المستوى الفني للمنتخبات

ويرى المدرب الجزائري  الكابتن دراوسي ابوسفيان أن المنتخبات العربية، وخاصة شمال إفريقيا، كانت تمتلك تصنيفًا أفضل في السابق، لكن اليوم هناك تراجع كبير. أحد أسباب ذلك هو غياب التكوين الجيد، حيث لم تعد المنتخبات تمتلك لاعبين موهوبين بنفس المستوى السابق. المنتخب المصري هو الاستثناء، حيث يمتلك منتخبين متكاملين تقريبًا، وعندما يدخل البدلاء، لا يشعر المنتخب بأي ضعف.أما الجزائر، فهي تعاني من قلة الإمكانيات، ومشاكل في الدوري الذي يضم 18 فريقاً لكنه يفتقد إلى التنافسية. تقليص عدد الأندية ورفع المستوى الفني هو الحل لإعادة بناء منتخب قوي.

الكعبي.. ضعف التخطيط وسوء اختيار المدربين السبب الأبرز للإخفاق

يضيف المحلل الفني ولاعب منتخب قطر لكرة اليد الكابتن عبد الله الكعبي أن المنتخبات العربية تعاني من ضعف التخطيط واختيار المدربين المناسبين. الاتحادات تتحمل المسؤولية عن هذه الإخفاقات بسبب غياب التخطيط طويل الأمد. تونس والجزائر والبحرين وقطر جميعها تراجعت بشكل كبير، بينما تمكنت الكويت من تحقيق نتائج إيجابية رغم غيابها الطويل عن المحافل الدولية.

 

محروس.. استمرارية الأجيال وتصاعد الأداء.. سر تفوق منتخب مصر

الاتحاد هي المسؤولة عن إخفاقات منتخباتها  

قال مدرب منتخب الشباب المصري لكرة اليد، الكابتن طارق محروس :رغم الإصابات العديدة التي تعرض لها لاعبو منتخب مصر خلال مشاركته في النسخة الـ29 من بطولة العالم، إلا أن المنتخب يمتلك قاعدة قوية من الناشئين والشباب يمكنه الاعتماد عليها لدعم المنتخب الأول. هناك دائمًا تواصل بين الأجيال في كرة اليد المصرية، وهو ما تحرص الاتحادات المصرية على استمراره، حيث إن الاهتمام بجيل الشباب والناشئين ينعكس إيجابيًا على أداء المنتخب الأول.

وأضاف: نجح المنتخب المصري في الوصول إلى ربع النهائي واحتلال المركز الخامس، وذلك بفضل تفوقه في الدور الأول بالعلامة الكاملة، ثم تحقيقه فوزًا مهمًا على كرواتيا صاحبة الأرض، ليتصدر المجموعة. بعدها، خضنا مباراة صعبة أمام أيسلندا في المجموعة الثانية، ثم لعبنا في دور الثمانية وخسرنا أمام فرنسا في الثواني الأخيرة بفارق ضئيل، رغم الإصابات العديدة التي عانى منها الفريق.

وأوضح محروس: منتخب الشباب المصري مواليد 2004 حصل على المركز الرابع في بطولة العالم للناشئين الأخيرة، ويطمح لتحقيق ميدالية في بطولة العالم للشباب المقبلة في يونيو المقبل، مما يدل على أن المنظومة مستمرة في ضخ لاعبين مميزين للمنتخب الأول. هذه السياسة التي يتبعها الاتحاد المصري لكرة اليد تحت إشراف الدكتور حسن مصطفى، تركز على تقليل الفجوة بين الأجيال، مما يساعد على تطوير الأداء والتكيف مع أي متغيرات.

وأكد أن ما يميز المنتخب المصري هو الاستمرارية في الاحتكاك بالمنتخبات الكبرى، حيث يشارك المنتخب بانتظام في المباريات الدولية الودية. الاتحاد الدولي لكرة اليد ينظم أسبوعًا دوليًا للمنتخبات ست مرات في السنة، وخلال هذه التوقفات، يحرص الاتحاد المصري على تأمين مباريات ودية لجميع الفئات السنية، من الشباب إلى المنتخب الأول، لضمان استمرارية الاحتكاك والتطوير، كلما زاد الاحتكاك مع المنتخبات الكبرى، كلما تمكن المنتخب المصري من معالجة الأخطاء والتطور ليكون ندًا قويًا لهذه المنتخبات في البطولات الكبرى. لذلك، لا يكون هناك رهبة أو خوف في المباريات الرسمية، بل يظهر المنتخب بثقة كبيرة. بإذن الله، مصر قادرة على العودة إلى المربع الذهبي قريبًا، نظرًا لوجود أجيال جديدة متميزة على المستويات البدنية والفنية والذهنية.

أما فيما يخص إخفاق المنتخبات العربية، فلا يمكن تحميل المسؤولية لطرف واحد فقط، لكنها تبدأ من الاتحادات الرياضية. عندما توفر الاتحادات الإمكانيات اللازمة للمدرب، سواء من حيث الأدوات أو المعسكرات القوية أو الاحتكاكات الدولية، فإن المدرب يمكنه إعداد منتخب قوي. وإذا حصل اللاعبون على بيئة مناسبة للتطور، فإن مستواهم سيرتفع تلقائيًا.

المنتخبات الوطنية هي واجهة وسمعة البلد، والاهتمام بها يجب أن يبدأ من الفئات السنية، فلا يمكن بناء منتخب قوي دون قاعدة شبابية متميزة. هذا العمل يحتاج إلى سنوات طويلة واستثمارات كبيرة، ويجب أن يكون مستمرًا وليس لفترة محددة ثم يتوقف.

الاتحادات العربية مسؤولة عن إعداد المعسكرات، تأمين المباريات القوية، وتطوير البنية التحتية لكرة اليد. كلما تنوعت المدارس التدريبية التي تواجهها المنتخبات، زادت الخبرات المكتسبة، مما يساعد على بناء فرق قادرة على المنافسة. لا أعتقد أن المدربين الأجانب قدموا بصمة قوية مع المنتخبات العربية، فهناك فرق استقدمت أفضل المدربين في العالم، لكنها لم تحقق أي إنجازات تُذكر.

في مصر، حققت المنتخبات الوطنية أربع ميداليات في بطولات العالم للشباب والناشئين بأيدي مدربين مصريين، مما يدل على أن المدرب الوطني قادر على تحقيق النجاح لأنه يفهم عقلية اللاعبين ويستطيع إيصال أفكاره إليهم بسهولة.

ما تحتاجه الاتحادات العربية هو التركيز على المدربين الوطنيين، لأنهم الأقرب إلى اللاعبين ويعرفون كيفية تحفيزهم لتحقيق الإنجازات. الاحتراف الحقيقي في أوروبا يمنح اللاعبين فرصة للتطور، لكن للأسف، معظم المحترفين العرب يلعبون في دوريات متوسطة المستوى، مما لا يساعد على رفع مستواهم بالشكل المطلوب.

في النهاية، يجب أن يكون هناك اهتمام مستمر بإعداد المنتخبات الوطنية بشكل قوي، وضمان استمرارية الاحتكاك مع المنتخبات الكبرى، لأن ذلك هو المفتاح الأساسي لتحقيق النجاح. المنتخبات العربية تستحق التواجد في المربع الذهبي والمنافسة على الميداليات، لكن ذلك لن يتحقق إلا بالتخطيط السليم والاستثمار في الأجيال القادمة.

مصر.. النموذج الناجح بين المنتخبات العربية في المحافل الدولية 

على الجانب الآخر، تمكن المنتخب المصري من تقديم أداء مميز والوصول إلى دور الثمانية، مما يعكس تطورًا واضحًا في مستوى المنتخب خلال السنوات الأخيرة. وقد أشاد الخبراء بالتخطيط الجيد الذي انتهجه الاتحاد المصري لكرة اليد، من حيث توفير معسكرات قوية، وإتاحة الفرصة للاعبين للاحتراف الخارجي، مما ساعد في رفع مستوى التنافسية.

بعد هذا الأداء المتباين، أصبح من الضروري أن تعمل المنتخبات العربية على تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها خلال البطولة، سواء من ناحية الإعداد البدني، التكتيكي، أو الذهني. فبدون استراتيجية واضحة وإصلاحات جذرية، ستبقى المنتخبات العربية تعاني من النتائج المخيبة في البطولات العالمية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com