أخبار أسيوية

مشكلات متراكمة تُصعّب مهمة المنتخب الهندي قبل آسيوية الكويت 22

مع اقتراب موعد انطلاق البطولة الآسيوية الثانية والعشرين لكرة اليد للرجال، المقررة إقامتها في دولة الكويت خلال الفترة من 15 إلى 26 يناير 2026، يواصل المنتخب الهندي لكرة اليد استعداداته وسط ظروف صعبة، تتجاوز التحديات الفنية داخل الملعب إلى إشكالات هيكلية وتنظيمية باتت تؤثر بشكل مباشر على جاهزيته للمنافسة القارية.

تاريخيًا، لم ينجح المنتخب الهندي في ترك بصمة قوية في البطولة الأهم على مستوى القارة الآسيوية، إذ يدخل نسخة 2026 من موقع تنافسي معقد. فقراءة نتائجه السابقة، وموقعه في مجموعته، وبنية تشكيلته الحالية، إلى جانب القصور المؤسسي، تقود إلى نتيجة واضحة مفادها أن الهند مطالبة بخوض البطولة بتوقعات واقعية، مع توجيه التركيز نحو إصلاح طويل المدى بدل الانشغال بحسابات المنافسة على المراكز المتقدمة.

لا تقتصر أهمية هذه النسخة على كونها بطولة قارية فحسب، بل تمثل أيضًا تصفيات مؤهلة إلى بطولة العالم 2027 في ألمانيا، حيث تمتلك القارة الآسيوية أربعة مقاعد مباشرة. ومع ذلك، يبقى المنتخب الهندي بعيدًا عن دائرة المنافسة على هذه البطاقات، ما يجعل الهدف الأكثر واقعية يتمثل في تفادي إنهاء البطولة في المركز الأخير مجددًا، ومحاولة معالجة أوجه الخلل التي تعيق تطوره.

على مستوى المشاركات، خاض المنتخب الهندي خمس نسخ فقط من أصل 21 نسخة سابقة من البطولة الآسيوية، وأنهى جميعها ضمن المراكز الثلاثة الأخيرة، بما في ذلك احتلاله المركز الأخير في نسخة 2024. كما تعكس نتائجه الأخيرة مسارًا مقلقًا، بعدما حلّ في المركز الثاني عشر عام 2018، ثم المركز الخامس عشر في 2022، قبل أن يتراجع إلى المركز السادس عشر والأخير في 2024، في مؤشر واضح على تراجع المستوى بدل تطوره.

وأوقعت القرعة المنتخب الهندي في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات الكويت المستضيفة والإمارات العربية المتحدة وهونغ كونغالصين، وهي مجموعة تبدو غير متوازنة فنيًا، في ظل الفوارق الكبيرة في الجاهزية والخبرة بين الهند وكل من الكويت والإمارات، بينما تبقى مواجهة هونغ كونغ الفرصة الأكثر واقعية لتحقيق نتيجة إيجابية.

الاستعداداتالمشكلة تبدأ قبل صافرة البداية

أكبر التحديات التي تواجه المنتخب الهندي تظهر حتى قبل انطلاق البطولة، حيث تُختتم بطولة الهند الوطنية الـ54 للرجال، وهي أقوى مسابقة محلية، في 12 يناير 2026، أي قبل ثلاثة أيام فقط من أولى مباريات المنتخب في البطولة الآسيوية أمام الكويت. هذا التوقيت يحرم الجهاز الفني من أي فترة تحضيرية حقيقية تشمل الاستشفاء البدني، وبناء الانسجام التكتيكي، أو التأقلم مع نسق المباريات الدولية.

وتتطلب كرة اليد الحديثة فترة إعداد لا تقل عن 10 إلى 14 يومًا قبل البطولات الكبرى، وهو شرط لا يستطيع المنتخب الهندي تلبيته نتيجة سوء التخطيط الزمني وتضارب الروزنامة.

 عمّق الأزمة

لا تعود معاناة المنتخب الهندي على المستوى القاري فقط إلى قوة المنافسين، بل إلى مشكلات هيكلية داخل المنظومة المحلية، من أبرزها:

  • غياب الارتباط الاحترافي: عدد من لاعبي المنتخب لا يملكون عقودًا منتظمة مع أندية، رغم وجود دوري المحترفين الهندي لكرة اليد، وهو أمر مقلق في لعبة تتطلب تدريبًا يوميًا وإعدادًا بدنيًا عاليًا.

  • تضارب الروزنامة المحلية والدولية: إقامة البطولة المحلية مباشرة قبل استحقاق قاري كبير يقوّض أي فرصة للإعداد السليم، وهو نمط يتكرر منذ سنوات دون حلول جذرية.

  • مفارقة دوري المحترفين (PHL): رغم انطلاق الدوري بآمال كبيرة واعتماده رسميًا، لم يتحول حتى الآن إلى رافد حقيقي للمنتخب الوطني، سواء بسبب غياب بعض العناصر الأساسية عنه، أو لعدم ربط أدائه بشكل مباشر بآلية اختيار لاعبي المنتخب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com