في حديث شامل لـ “الوطن الرياضي” الدكتور أحمد رياض يرسم ملامح مستقبل كرة اليد العراقية ويكشف التحديات والطموحات

الدكتور أحمد رياض لـ “الوطن الرياضي”: كرة اليد العراقية تنهض رغم التحديات والدعم الحكومي هو الرهان
- كرة اليد العراقية تنهض من جديد ورهان أحمد رياض على البنية البشرية والدعم الحكومي
- قادمون بقوة وصالة 7000 متفرج على الطريق
- تعطيل المنافسات بسبب غياب الدعم والمدرب العراقي هو الأساس
- اثنين من الأطقم (سيدات) يقودن مواجهات صعبة في الموسم القادم
تحرير – جاسم الفردان
أعده-محمد الضامن
أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة اليد، الدكتور أحمد رياض، على أهمية الاستمرار في العمل الجاد لتطوير النواة الأولى لكرة اليد في العراق، مشيراً إلى أن هذه الجهود بدأت قبل عامين عندما تم إنشاء 14 مركزاً ومقراً تدريبياً، حيث كان من بينها عشرة مراكز رئيسية وأربعة مراكز تم إنشاؤها في مناطق أخرى تحتاج إلى انطلاقة جديدة لنشاط كرة اليد من الصفر، يهدف هذا المشروع إلى اكتشاف اللاعبين الصغار الذين يمتلكون القدرة على استعادة كرة اليد العراقية إلى أمجادها السابقة.
وأشار الدكتور رياض إلى أن الاستراتيجية التي تم وضعها قبل عامين تتجسد من خلال ثلاثة محاور رئيسية، حيث تركزت الجهود على إنشاء المراكز والمقرات التدريبية، بالإضافة إلى العمل على التوسعة الأفقية التي تشمل معظم المحافظات العراقية بهدف نشر اللعبة وتعزيزها، وقد تم هذا العمل بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم، مما يعكس التعاون المثمر بين الجهات المعنية،
وأوضح أن الفترة الأولى من المشروع شهدت تقدماً ملحوظاً، حيث عمل الاتحاد واللجان المختصة على الإشراف على المراكز والمقرات التدريبية، مما ساهم في تهيئة جميع اللاعبين الصغار ليكونوا النواة الأساسية لكرة اليد العراقية، وأكد أن العدد كبير جداً من اللاعبين الذين تم اكتشافهم، وأن العمل الذي يتم القيام به يركز بشكل أساسي على النوعية المطلوبة والخصائص اللازمة للاعب كرة اليد الحديثة.
وأضاف أن المرحلة الأولى من المشروع النهضوي لكرة اليد العراقية بدأت منذ عامين، ومن الطبيعي أن يتطلب النجاح المزيد من الأفكار والتطوير، وفي هذا السياق، تم التوصل في الفترة الأخيرة إلى تطوير هذه المراكز والمقرات التدريبية إلى مدارس يشرف عليها مجموعة من المدربين العراقيين المتميزين تحت قيادة المدرب الكرواتي غوران، والهدف من هذه المدارس هو نشر لعبة كرة اليد في جميع أنحاء العراق، مما سيسمح بتغطية معظم، إن لم يكن جميع، المحافظات العراقية، وبالتالي تعزيز وترويج هذه اللعبة بشكل أكبر.
توقف المنافسات بسبب غياب التمويل والعمل بالمراكز مستمر لاكتشاف المواهب
أفاد الدكتور أحمد رياض بأن مشروع المراكز والمقرات التدريبية سيستمر في العمل طوال فترة الموسم وما بعده، وأشار إلى أن الموسم الماضي شهد توقف مسابقة المراكز والمقرات التدريبية، وهو أمر خارج عن إرادة الاتحاد الذي سعى جاهدًا لاستمرار هذه المنافسة، ومع غياب الدعم المالي، تم إيقاف هذه المنافسة، إلا أن العمل في جميع المراكز والمقرات التدريبية لاكتشاف المواهب الصغيرة مستمر.
وفي هذا السياق، أود أن أعبر عن شكر مجلس إدارة الاتحاد العراقي لكل من مدراء المراكز والمقرات التدريبية، والمدربين، وكل من ساهم في استمرارية البرنامج، على إكمال مهمتهم رغم غياب المنافسة المحفزة، نأمل أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بالضغط على وزارة المالية لتخصيص مبالغ لدعم الرياضة، بما في ذلك كرة اليد
الاتحاد العراقي يعول على مدربيه: خطة لابتعاث 10 مدربين لاكتساب الخبرة الأوروبية
أشار الدكتور أحمد الرياض إلى أهمية المدربين العراقيين، حيث اعتبرهم ركيزة أساسية لبناء الاستراتيجية اللازمة للنهوض بكرة اليد، سواء على مستوى الأندية الرياضية أو المنتخبات الوطنية والمراكز التدريبية، وأوضح أن الفترة الحالية تشهد استعدادات لدخول المدرب العراقي دورات تدريبية في أوروبا بهدف اكتساب مزيد من الخبرة، وفي هذا السياق، أكد رئيس الاتحاد العراقي أن الاتحاد قد قطع أشواطًا متقدمة نحو تحقيق نقلة نوعية في عمل المدربين العراقيين، من خلال التواصل مع بعض الدول العربية لإنهاء كافة الإجراءات الإدارية لإرسال أكثر من عشرة مدربين، وذلك لتعزيز وترجمة أفكار الاتحاد العراقي لتطوير جميع المنتخبات والأندية والمراكز التدريبية في العراق.
المدرب العراقي قد استفاد بشكل جيد في المراحل السابقة من وجود عدد من المدربين الأجانب والعرب، وقد عمد الاتحاد العراقي إلى إشراك عدد من المدربين العراقيين مع المدربين الأجانب لاكتساب مزيد من الخبرة من خلال الحضور الميداني والنظري، وقد حقق جميع المدربين العراقيين استفادت ملحوظة، ولا يزال الاتحاد مستمرًا في هذا الاتجاه بهدف وصول المدرب العراقي إلى أعلى مراتب العلم في مجال تدريب كرة اليد العراقية، من خلال إدخال هؤلاء المدربين في جميع الدورات التدريبية المحلية، مما سيعود بالنفع على كرة اليد العراقية على جميع المستويات
دوري الموسم الماضي حقق 75% من أهدافه والبلاي أوف تحت التقييم
تابع الدكتور أحمد رياض حديثه، مشيراً إلى أن دوري الموسم الماضي بفئاته الثلاث: دوري الدرجة الأولى، الدوري الممتاز، ودوري النخبة، كان تجربة تهدف إلى ترسيخ مفهوم المنافسة بين الأندية وتحقيق نتائج إيجابية تعزز من كفاءة اللاعب وقدرته على تحمل المباريات المضغوطة، وقد لمسنا هذه الإيجابيات، ورغم أننا لم نحقق نسبة النجاح الكاملة، إلا أن ما تحقق يعتبر طفرة نوعية بنسبة جيدة تصل إلى 75%، هذه النسبة ستخضع للدراسة والتقييم في الفترة الحالية من قبل لجنة المسابقات بالاتحاد العراقي، حيث سيتم مناقشة فكرة البلاي أوف، وسترفع اللجنة توصياتها إلى مجلس إدارة الاتحاد للمناقشة، وأشار إلى أن الفكرة قد نجحت بفضل وجود روح المنافسة بين الفرق التي شاركت في البلاي أوف، مما ساهم في تحقيق الأهداف المرجوة، وبكل تأكيد، نأمل في تحقيق المزيد من الأهداف في الموسم القادم، أما دوري النخبة، فقد أسفر أيضاً عن نتائج جيدة وغير متوقعة، وتتميز هذه المنافسة بخصائصها الخاصة، وستكون تحت مجهر لجنة المسابقات التي ستدعو الأندية للتشاور حول تطوير هذه البطولة في الفترة القريبة المقبلة.
التحكيم بين ضغط الواقع وتحدي التطوير أطقم نسائية تدخل الموسم القادم
فيما يتعلق بالحكام، شدد الدكتور أحمد رياض، أن تكرار الحكام للأندية في المباريات المضغوطة لأكثر من مرة أمر وارد، وهذه إشكالية قد تعاني منها كل الاتحادات في أرجاء العالم، إذا نظرنا للعدد فالأطقم كثيرة، ولكن إذا نظرنا للنوعية فإنها قليلة لتفاوت المستويات فيما بين الحكام، وهذا ما جعل الأندية تعترض وتنتقد تعيينات لجنة الحكام، وندرك أن قانون التحكيم واحد والجميع له إلمام به، بقي كيفية أدارة المباراة وهناك من يمتلك القدرة والخبرة، وعلى العكس تماما للحكام الآخرين وهم يحتاجون لأكبر عدد من المباريات لتراكم الخبرة لديهم، وهي ليست مشكلة بحجم المعضلة إذا لم يكن لديك قاعدة من الأطقم التحكيمية، نعم تباين في القدرات والقيادة وحتى الشخصية لها دور كبير في ضبط إيقاع أي مواجهة كانت قوية أو ضعيفة وأغلب الحكام لديهم ديناميكية وإيقاع لكل مواجهة، كذلك الأندية مستويات متفاوتة والحكام الفرق جزء لا يتجزأ من اللعبة، مع ذلك هذا تحدى كبير علينا كاتحاد المضي قدما في هذا الاتجاه فكل عناصر اللعبة تحتاج لمزيد من الخبرات التراكمية من خلال أكبر عدد ممكن من المباريات، حتى وأن تسبب الأمر في ازعاج الأندية لكن الأمر ضروري، وما حصلنا عليه أربع أطقم ممتاز بينها أطقم اثنين سيدات بإمكانهنّ إدارة المواجهات القوية في الموسم القادم،
المعسكرات مستمرة واتفاقيات لتبادل الخبرات قبل الاستحقاقات الآسيوية
وبين الدكتور أحمد الرياض، أن المعسكرات قائمة وهي متزامنة مع البطولات لكل من المنتخب الأول وجميع المنتخبات الأخرى والواعدة، كما أشار إلى الاتفاقيات المبرمة مع اتحادات دول الجوار والتي تم فيها الاتفاق على إقامة معسكرات متبادلة تشمل المنتخبات وإقامة أكبر عدد ممكن من المباريات، وستشهد الفترة المقبلة تبادل زيارات للمنتخبات قبل الاستحقاقات الآسيوية القادمة.
أزمة مالية تضرب اتحاد اليد والبرامج التحفيزية للأندية في مهب الريح
أكد الدكتور أحمد رياض، أن الاتحاد العراقي لكرة اليد لم يحصل على مخصصاته السنوية لمدة عامين ومتواصلين، وهذا الضرر تعرضت له جميع الاتحادات الرياضية العراقية، وقد تمت مخاطبة وزير الرياضية واللجنة الأولمبية ومستشاري رئيس الجمهورية لتغلب هذا الأمر بأسرع وقت ممكن، لا يمكن للرياضة أن تتقدم دون دعم من الدولة، مع ذلك اتحاد اليد غير مثقل، المدربين واللاعبين حصلوا على كل مستحقاتهم، وهذا يحسب للاتحاد لتفادي تراكم الديون المالية في المرحلة الراهنة،
وأشار رئيس الاتحاد العراقي أن تعطيل تسلم الاتحاد مخصصاته السنوية من الدولة تسبب في تعديل بعض من برامجه التحفيزية للأندية، وقال، تمت مناقشة العديد من الجوانب التي يمكنها ان تساعد الأندية على تخفيف العبء، أولها إيقاف رسوم المشاركة في مسابقات الاتحاد، والأمر الآخر تخصيص مبالغ للبطل والوصيف، مع ذلك لمسنا مساندة من وزير الشباب والرياضة خلال الفترة الماضية لمشاركات المنتخبات الوطنية ونسعى بالتواصل مع الوزير للمساهمة في مشاركات الأندية في الفترة القادمة وحصلنا على وعود لتذليل كافة العقبات التي أبعدت الأندية عن المشاركات الخارجية، مشيرا إلى تغيب منتخبات الفئات العمرية يعود لسبب ذاته غياب الدعم وعدم حصولنا على الممول الرسمي من الشركات ورجال الأعمال،
الظروف تفسد بعض الاتفاقات!!
الاتحاد العراقي لكرة اليد ولجنة المنتخبات تهتم لأمر الاستقرار للجهاز الفني والإداري لأي من المنتخبات، وأي خلاف هو اختلاف الظروف ودائما ما تعرقل هذه الاتفاقيات، الاتحاد العراقي لا يستبدل المدرب بسبب هزيمة أو مشاركة، المصري شريف مؤمن أحد المدربين الذين استمروا معنا لمدة عامين وكانت هناك مكاسب فنية إلا أنه اعتذاره فبل المشاركة أربك العمل نوعا ما، لكن ظافر صاحب قبل المهمة وقدم مشاركة إيجابية نالت على استحسان الجميع، حاليا لدينا مدرب ونحن مستمرون معهم للاستحقاق الآسيوي القادم،
البنية التحتية مسؤولية الدولة وقاعة تتسع لـ 7000 متفرج في الطريق
كشف الدكتور أحمد رياض أن الفترة المقبلة ستشهد كرة اليد العراقية مقرا لها وقاعة رياضية تتسع إلى 7000 متفرج، وذلك من خلال المتابعة مع وزارة الرياضة والشباب التي بدورها تتابع هذا الموضوع مع وزارة المالية، فيما يخص البنية التحتية الرياضية هي ليست مسئولية الاتحادات وإنما مشاريع دولة، فما هو من جانبنا نسعى لتأمين قطعة أرض في كل محافظة والتأكد من عدم ملكيتها لأفراد، ومن ثم مخاطبة المعنيين بالأمر لإنشاء مراكز ومقرات لتدريب كرة اليد.
لا تغيير في نظام المحترفين واللاعب العراقي حاضر بقوة
أوضح رئيس الاتحاد العراقي لكرة اليد الدكتور أحمد رياض أن لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لم تقدم رؤيتها حول اللاعب المحترف بزيادة أو نقصان، وما هو لدينا النظام السابق محترفين اثنين في الملعب وألا يكون بين المحترفين حارس مرمى، ومثل هذا الأمر يحتاج لمناقشة الأندية العراقية فهي المعنية بالأمر مرتبطة بقدرات مالية وموازنة سنوية، أما الوقت الراهن فالأمر كما هو معمول به في الموسم الماضي، ونفى بشكل قاطع أن يكون اللاعب المحترف مؤثر سلبا على اللاعب العراقي من حيث مراكز اللعب، مشيرا أن اللاعب العراقي يتأثر حينما يكون تسجيل اللاعب المحترف مفتوح بأكبر عدد من اللاعبين، وأشار أيضا إلى أن اللاعب العراقي حاضر وبقوة في جميع المراكز وهذا ما يجعل الأندية في تسابق لتقاعد معهم بينما المحترف يكون حصرا على الخط الخلفي في أغلب طلبات الأندية ما يتيح الفرصة للاعب المنتخب أن يكون حاضرا ومنافسا في أندية أخرى للاعب المحترف، وبالتالي لا خطر على هبوط أداء لاعب المنتخب الوطني،
اللجنة الفنية تواصل عملها بثبات وقاعدة الناشئين تبشّر بجيل واعد
وذكر الدكتور أحمد رياض أن الاتحاد لديه لجان متعددة كلا حسب اختصاصها ومن ضمن هذه اللجان لجنة المنتخبات الوطنية والتي تسلط الضوء كثيرا على تفعيل دور المنتخبات الوطنية الصغيرة، نعمل على توفير كل ما تحتاجه هذه المنتخبات وندرك أهمية هذه الفئة واكتساب الخبرة الميدانية والتي من شأنها تنمي الكثير من المتطلبات الفنية والذهنية وللاعب، وقد تطرقت لهذا مسبقا من خلال هذا الحوار، تبقى الأمور المهمة جغرافية كرة اليد العراقية غير مكتملة واللعبة لا تزال تتأرجح بين القبول والتردد في المحافظات، وبفخر نقول تجاوزنا هذه العقبة، مشيرا إلى تحول دراماتيكي لعوائل الفئة المقصودة لهذه اللعبة، والآن العوائل هي من تسأل عن فترة التسجيل وهي من تقوم بإحضارهم للمراكز والمقرات، وبالتالي خطوات كبيرة تم تجاوزها وتبشر بخير، مؤكدا أن السنوات الأخيرة تغيبت المنتخبات الوطنية للناشئين والشباب لا سباب لها علاقة بالتردد كون أن اللعب لم تمارس واستعادة حضورها بشكل خجول، أما الآن المشاركات الخارجية للمنتخبات ومشاركات الأندية ونقلها على القنوات الفضائية ومتابعة شريحة من المجتمع الرياضي العراقي، كان محفزا لانخراط عدد كبير من الوجوه الصغيرة الواعدة والتي نعتبرها نواة المستقبل الجديد لكرة اليد العراقية، مشيرا أن أبرز عوامل التعطيل الدعم المادي ومتى ما حضر هذا الدعم واستمر لسنوات على الأرجح وبشكل مؤكد عودة كرة اليد العراقية، لا ينقص العراق الموارد البشرية، العراق يمتلك كل مقومات لاعب كرة اليد الحديثة، وهذا الأمر هو من اختصاص اللجنة الفنية التي تباشر علمها بشكل جيد .
الاتحاد يتبنى المقترحات القابلة للتنفيذ والرؤية تتجه نحو التنافس الإقليمي
وختم رئيس الاتحاد العراقي لكرة اليد الدكتور أحمد رياض حديثه الذي به “الوطن الرياضي ” بأن أبواب الاتحاد مفتوحة وقال : قلوبنا مشرعة وآذانا صاغية، نستمتع لكل الأفكار والاقتراحات التي يمكن أن تحسن من مستوى لعبة كرة اليد على مستوى المسابقات والمنتخبات، هناك العديد من الخيارات، نقبل الاقتراحات التي يمكن تنفيذها، ونؤجل الأخرى التي تتطلب الوقت الميزانية، وعلى الرغم من ذلك فإن رابطة كرة اليد العراقية موجودة، وقد بدأنا بتفعيل رابطة دوري النخبة لكرة اليد، نحن نعمل بشكل جيد مع رواد كرة اليد العراقية وهدفنا دائما اليد باليد للنهوض لكرة اليد وجعلها منافسا قويا خليجيا وعربيا وإقليميا.