أخبار الخليج

الدوري الكويتي لكرة اليد 2024-2025 | قفزات فنية.. وتحديات تنظيمية بين نجاح المدربين المحليين وهشاشة نظام الدمج

كتب-جاسم الفردان 

في الموسم الرياضي لكرة اليد 2024-2025 بدولة الكويت، برزت العديد من النقاط الإيجابية و الجديرة بالملاحظة، على الرغم من وجود تحفظات على نظام الدوري وطريقة تنظيمه، بما في ذلك التمديد الزمني والمراحل المتعلقة بالجولات الثلاث في القسم الثاني. ومع ذلك، يمكن القول إن الدوري شهد قفزة نوعية ملحوظة، خاصة مع عودة المدربين الوطنيين إلى الساحة الرياضية، مثل حسين حبيب برقان ويعقوب الموسوي الذين أعادوا الحيوية لفريق السالمية، بالإضافة إلى وليد سالمين الذي وضع بصمة واضحة مع فريق الصليبيخات

من الضروري أن نذكر تحولاً هاماً تجسد في عودة القادسية إلى مركز المنافسة في كأس الاتحاد الكويتي، بعدما سقط إلى دوري الظل في القسم الثاني، هذه العودة كانت مليئة بالتحديات وتحت قيادة المدرب التونسي آمن القفصي، حيث تمكّن الفريق من تجديد حضوره في الساحة التنافسية، كما لفت الموسم الأنظار إلى مشاركة لاعبي فئة الشباب في بعض الأندية، لا سيما السالمية والقرين، وظهور أسماء واعدة في أندية المقدمة مثل يوسف مدو مع الكويت وعبدالعزيز النجار مع كاظمة، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الشباب بفريق الصليبيخات، الذين يمكن أن يكونوا النواة المستقبلية للمنتخب الوطن، رغم تلك المكاسب، لم تكن الأجواء خالية من التقلبات. فقد شهدت بعض الأندية العريقة تراجعاً ملحوظاً في سلم الترتيب، حيث تراجع العربي بشكل مقلق، فيما كان أداء كاظمة غير مستقر ومنحدراً. وعلى الجانب الآخر، نجح برقان في حسم وصافة الدوري بما يعكس استقراره وتطوره الملحوظ، بينما أثبت الصليبيخات جديته واستعداده للموسم القادم، أما السالمية، فقد استطاع رغم العقبات التي واجهته أن يحافظ على وجوده ضمن الفرق المنافسة.

وفيما يتعلق بفريق الكويت، فقد كان الأكثر تألقاً هذا الموسم، حيث جمع ألقاب الموسم بكل استحقاق وجدية، محلّقاً بذلك في صدارة المشهد لكرة اليد الكويتية. بالحديث عن المكاسب العامة للدوري، لا يمكن إنكار الأثر الإيجابي المتمثل في تطور مستوى التدريب عبر المدربين الوطنيين والدخول القوي للاعبين الجدد الذين انضموا لقوائم الأندية الأولى وأثبتوا أنهم قادرون على المنافسة مع نخبة اللاعبين المحترفين، كما شكّلت عودة الجماهير الملحوظة خلال نهائي كأس الاتحاد تحولاً إيجابياً أضاف روحاً وحماساً للمباريات، ولكن مع الإيجابيات، لا يمكن إغفال بعض السلبيات التي برزت بشكل واضح خلال الموسم، وفي ذات السياق نتعرف على المزيد من الإيجابيات والسلبيات لإثنين مع أبرز المحللين والمختصين في كرة اليد اللاعبان الدوليان علي المذن ومحمد فلاح.

 

علي المذن: دوري الدمج لا يطوّر اللعبة.. والمستوى الفني لا يُقارن في ظل الفوارق الكبيرة

أوضح علي المذن أبرز السلبيات التي شابت الموسم الرياضي 2024-2025، لاسيما ما يتعلق بنظام الدوري، حيث أشار إلى أن بعض الفرق أظهرت انحدارًا ملحوظًا ومثيرًا للريبة في مستوياتها، مما انعكس على أداء الفرق الخمس الأخيرة بالدوري الممتاز. هذه الفرق خاضت المباريات دون أي حافز يُذكر، وكان حضورها أشبه بإكمال المسابقة شكلًا دون جوهر، فضلاً عن ذلك لعبت بعض الفرق المرحلة الثالثة كجزء من استعداداتها لمسابقة الكأس، ما جعل هذه الفرق تعتبر الموسم منتهيًا عمليًا قبل الوصول إلى نهايته الرسمية مع الجولة الثالثة من القسم الثاني.

وأضاف المذن أن نظام الدوري المعتمد (الدمج) يُبطئ عملية التطوير الفني ولا يُحقق الاستفادة المطلوبة من المباريات التي تُلعب بين فرق متفاوتة المستوى، وقال إنه من الصعب مقارنة فريق قوي مثل الكويت بفريق أقل مستوى كالساحل، حيث تكون المباراة من طرف واحد و نتيجتها محسومة مسبقًا بفارق كبير، ما يجعل المواجهة بلا قيمة فعلية لكلا الطرفين. واستطرد المذن بأن هذا الوضع انعكس على الفرق المتواضعة بدوري الكويت عمومًا، مما جعل الدوري ضعيفًا وغير قادر على تحقيق الطموحات المنشودة.

 الحل يكمن في تقسيم الفرق بناءً على نتائج الموسم الماضي، بحيث يتم اعتماد دوري ممتاز للفرق الأفضل ودوري درجة أولى للفرق الأخرى. هذا التصنيف يمكن أن يوفر مساحة تنافس أكثر تكافؤًا بين فرق الدرجة الأولى، بينما تصبح مباريات الدوري الممتاز أكثر تنافسية وجذبًا للجماهير على المستوى المتابع المحلي والخليجي وحتى العربي، إلى الجانب الإيجابي، أشاد المذن بالتطور الفني الذي يشهده الدوري الكويتي، معبرًا عن سعادته بالنقلة النوعية التي تمثلها مشاركة اللاعبين المحترفين إلى جانب المحليين، وأعرب عن أمله في أن يستطيع الدوري الكويتي منافسة الدوري القطري من الجانب الفني والسعودي من حيث الحضور الجماهيري، مشيرًا إلى أن الدوري السعودي يتميز بالإقبال الجماهيري الكبير، ويتمنى أن تحذو الجماهير الكويتية حذوه بما يدعم تطوير كرة اليد محليًا.

أشار علي المذن إلى أن نظام الدوري الحالي يمثل تحديًا كبيرًا للاعبين والأجهزة الفنية، خاصة في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، هناك جانب إيجابي يتمثل في عدد المباريات الذي أتاح للأجهزة الفنية فرصة لتجربة عدد أكبر من اللاعبين، بما في ذلك اللاعبين من مختلف المراحل السنية. كما استفاد نادي القادسية من إعادة تأهيل نفسه من خلال دوري الدرجة الأولى، مما عزز مكانته وقوته، كما أثنى المذن على نادي القرين الذي يُعتبر من أكثر الفرق مشاركةً باللاعبين الشباب الواعدين، بالإضافة إلى نادي الصليبيخات.

 

سلط المذن الضوء على إحدى الإيجابيات البارزة لهذا الموسم، وهي بروز المدرب الوطني الكويتي وقدرته على منافسة المدربين العرب والأجانب. وقد خص المدرب حسين حبيب بالإشادة لما قدمه مع نادي برقان، حيث نجح في تحقيق انسجام كبير بين اللاعبين، مما انعكس إيجابًا على الأداء الفني ونتائج الفريق، حيث تمكن برقان من إحراز المركز الثاني في نهاية الجولة الثانية من القسم الثاني بفارق نقاط عن كاظمة والسالمية، كما أشاد بجهود المدرب يعقوب الموسوي الذي حافظ على استمرارية المنافسة من خلال الاعتماد على اللاعبين المحليين في مراحل الحسم، خاصة في القسم الثاني، حيث تميز بقدرته على اقتناص النقاط المهمة. كما أثنى على وليد سالمين مدرب الصليبيخات الذي نجح في تحقيق استقرار واضح في أداء الفريق رغم تعرضه لبعض الهزائم، حيث ظل الفريق ثابتًا على مستوى أداء متوازن طوال الموسم.

وفي ختام حديثه، أشاد علي المذن بالطفرة النوعية التي شهدها الدوري الكويتي بفضل وجود اللاعبين المحترفين، الذين أضافوا الكثير لظهور الدوري بهذا المستوى. وأكد أن المتابعة الخليجية تعكس نجاح الدوري الكويتي لكرة اليد، إلى جانب اهتمام وزارة الإعلام بنقل جميع المباريات، مصحوبة باستوديو تحليلي يضم خبراء كرة اليد الكويتية، معظمهم من لاعبي المنتخب الكويتي السابقين.

 

محمد فلاح: استعادة القادسية لمكانته أبرز مكاسب الموسم.. والدوري بحاجة لإعادة تقييم شاملة

 

وفي السياق ذاته قال المحلل في كرة اليد ولاعب المنتخب السابق محمد فلاح إن التغييرات الأخيرة على نظام الدوري للموسم القادم 2025-2026 تعكس مراجعة شاملة للسلبيات التي شهدها الموسم الماضي، خاصة في الجولة الأخيرة من القسم الثاني، التي كانت مرهقة للاعبين والجهاز الفني. وأشار إلى أن هذه التغييرات قد تكون مرتبطة بأجندة الاتحاد الآسيوي والدولي، نظرًا للاستحقاقات العديدة والتوقفات ومشاركة الأندية، كما نوه إلى أن بداية الموسم الرياضي الماضي كانت متأخرة بشكل كبير، مما أدى إلى نتائج عكسية في نظام الدوري.

 

وفيما يتعلق بمكتسبات الموسم الماضي، أشار فلاح إلى عودة القادسية كمنافس قوي بعد هبوطه لدوري الظل، حيث تمكن من الوصول إلى المباراة النهائية على كأس الاتحاد، وقد ساهم التغيير في الجهاز الفني واستقطاب رامي فقيه في تعزيز هوية الفريق، مما أظهر قوة انضباطه في المباريات، بما في ذلك النهائي أمام الكويت. وأكد أن هذه الإنجازات تمثل مكسبًا كبيرًا للدوري في الموسم المقبل، حيث أعطت القادسية حافزًا للعمل مبكرًا على الموسم الجديد، كما أشار إلى ما حققه برقان من وصافة الدوري، وثبات أداء الصليبيخات، بالإضافة إلى أداء السالمية الجيد مع اللاعبين المحليين.

 

من جهة أخرى، أشار محمد فلاح إلى أبرز التحديات التي تواجه الدوري، مثل تراجع مستوى فريق العربي وتقلبات أداء فريق كاظمة، بالإضافة إلى ظهور فرق من الدرجة الأولى مثل الفحيحيل واليرموك والنصر، التي شهدت تدهورًا في أدائها بعد دوري الدمج. ورغم ذلك، يعتبر فريق خيطان نموذجًا للاستقرار في الأداء. وأكد على أهمية مراجعة أداء الفرق المتواجدة في ذيل الترتيب من قبل مجالس إدارة الأندية والاتحاد، حيث لا يمكن الاستمرار في منح الفرص المتتالية في ظل النتائج السلبية، من وجهة نظره، فإن هذا الأمر يعطل عملية التطوير، حيث أن الفرق في ذيل الترتيب لا تسعى لتحسين أدائها، مما يصعب على الاتحاد تطويرها، حتى لو استمر دوري الدمج لعقود، وجود هذه الفرق في دوري الدمج لا يضفي حيوية على المسابقة، وهذا رأيي بأن الدرجتين الممتازة والأولى أفضل بكثير من أي نظام آخر.

 

 الدوري فنياً يتجاوز المتوسط ولا يمكن مقارنته بالدوري القطري الذي يتفوق بشكل ملحوظ على جميع الدوريات الخليجية، كما أضاف أن الدوري الكويتي ينافس الدوري السعودي الذي يتفوق جماهيرياً على الدوري الكويتي من حيث المستوى. وأوضح أن الفرق الكويتية تتميز بتنوع العمل والاجتهاد، بينما هناك فرق أخرى لا تبذل الجهد الكافي، مما يضعف الدوري بشكل كبير، على عكس الدوري القطري الذي يتميز بتقارب المستوى بين جميع الفرق، على عكس الدوري الكويتي الذي يجمع فرق متفاوتة بنسب كبيرة وهذا ما يضعف المسابقة، نتطلع بالتأكيد إلى أن يصبح الدوري الكويتي أكثر نضوجًا تنافسا مع الدوريات الأخرى وسينعكس إيجابا على المنتخبات الوطنية.

 

وفيما يتعلق بالمدربين، قال محمد فلاح إن هناك عدة مدربين لفتوا انتباهه، أبرزهم حسين حبيب الذي قاد فريق برقان إلى مراتب متقدمة في الترتيب، ويُحسب له الكثير من حيث العمل والتحضير والقراءة الفنية وقدرته على إجراء التغييرات في الشوط الثاني. كما أشار إلى وليد فيروز مدرب الصليبيخات الذي حافظ على نسق الأداء طوال الموسم، وكذلك يعقوب الموسوي الذي تحدى جميع العقبات وتفوق على أندية كبيرة باللاعب الكويتي، أما بالنسبة للفرق التي تحتاج إلى مدربين، فقد أشار إلى العربي وكاظمة، حيث جدد كاظمة للمدرب الصربي بوزو روديتش، كنت أتمنى أن يتم تغييره بفكر جديد، لكن قناعة كاظمة كانت بالإبقاء عليه. وبالنسبة للفرق الأخرى، فهي بحاجة إلى إعادة تقييم شاملة تشمل استقطاب محترفين ومدربين على أعلى مستوى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com