يقولون

صغار مضر.. الإنجاز والإعجاز

من وسط نخيل المزارع وفلاحة الأرض والبساتين اليانعة والعيون المتدفقة حبًا وعشقًا، ومن طرقات ودواعيس وزرانيق القديح الحالمة وزحمة سكانها، تتلاقح الأفكار وتتوالد الحكايات وتتزاحم الأطفال في كل فريق أو حارة تتنافس وتركض وتتراقص بكرة اليد المعشوقة الصغيرة لأغلب صغار وكبار أهالي القديح. وكما ذكر المعلق القديحي المبدع علي آل محسن: (لا يوجد بيت في القديح لا يوجد به لاعب كرة يد)، بصرف النظر عن بقية الألعاب الممارسة هناك، وما أكثرها…

الفئات السنية بنادي مضر القديحي كوّشت على أغلب الألقاب والبطولات المحلية (دوري ونخبة الشباب، نخبة الناشئين، بطولة المملكة للبراعم، بطولة المملكة للأشبال). خمس بطولات لفئات سنية تعني الكثير والكثير لمستقبل نادي مضر وكرة اليد تحديدًا، إذا قُدّر لهؤلاء اللاعبين الاستمرار ومواصلة الركض واللعب في بيئة جاذبة ومحافظة على هذه العناصر التي وُلدت ورضعت حُب هذه الأرض وناديها، ونشأت على عشق كرة اليد، وتربّت وتدرّبت على أيدي أساتذة ومربّين ومدربين مميزين من أبناء النادي العاشقين للبذل والعطاء والإخلاص، بالإضافة للروح القديحية الوقّادة التي دائمًا ما تبرز ولا تغيب، والتضحية والذوبان في تقديم المصلحة العامة والابتعاد عن المصالح الشخصية والأنا…

ما تحقق لليد المضراوية، والفئات السنية بالتحديد، من بروز لافت وتألق وإبداع وبطولات وإنجازات في موسم واحد، ليس أمرًا سهلاً، وبالطبع ليس محض الصدفة أو وليد اللحظة، ولكنه بالتأكيد عمل واضح وجليّ، تراكمي، ورسم استراتيجية وتخطيط مسبق ولسنوات عديدة، وتنفيذه على أرض الواقع وجني ثماره قد حان بالعمل الجاد المخلص والروح القديحية لكل مشرفيه وإداراته ومنتسبيه وداعميه وجماهيره العاشقة. فغدُ مضر مشرق، ويُبشّر بإنجازات وبطولات كبيرة ولسنوات عديدة، وما زُرع اليوم من أبناء القديح، بلا أدنى شك، سيحصدوه عاجلًا غير آجل…

صالة جديدة، وإدارة شابة واعية، وعهد جديد، أبرزوا لنا العديد من اللاعبين وفُرق البراعم والصغار والشباب، لكونها بيئة حاضنة وقريبة جدًا للأبناء، وفي وسط القديح، مجهزة بكل ما يتناسب مع التنشئة والتربية والتدريب والتطوير من أجهزة حديد حديثة وتقوية، وتكييف يقيهم حر الصيف اللاهب وبرودة الأجواء والأمطار، وأرضية مناسبة تحافظ على سلامة اللاعبين من الإصابات. فهذه الصالة فأل خير وبداية مبشّرة للانطلاق نحو المجد والبطولات، بعد سنوات من المعاناة في الملعب الإسمنتي المكشوف السابق، والذي أيضًا خرّج لاعبين مهرة وأسماء وأبطال يُشار لهم بالبنان ولا يُشق لهم غبار…

ختامًا، أبارك لإدارة النادي برئاسة الأستاذ عادل الستري، وإخوانه أعضاء المجلس، وكل منتسبي وجماهير نادي مضر، والداعمين، ولأهالي القديح كافة، وإخواني وأصدقائي وزملائي، بهذه الإنجازات الكبيرة، وهذه البطولات المستحقة، وهذا البناء المتكامل، والقاعدة الصلبة لأجيال وأجيال ستكون الدعامة القوية والمتينة لفريق اليد الأول بالنادي، ومعين لا ينضب، ورافد قوي للمنتخبات السعودية في قادم المواسم والسنوات…

أحـمـد . ع . الـطـوال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com