أخبار عربية
البطولة العربية في الكويت… منصة للتألق وبروفة قارية ناجحة

بقلم: مهدي القلاف – محلل فني لكرة اليد
احتضنت دولة الكويت مؤخرًا البطولة العربية للمنتخبات لكرة اليد بمشاركة واسعة من منتخبات عربية وخليجية، وقد جاءت هذه النسخة الاستثنائية لتؤكد أن كرة اليد العربية تسير بخطى حقيقية نحو التطور، متى ما اجتمع التخطيط السليم مع البيئة المناسبة.
تنظيم مميز ودعم لوجستي يعكس الجاهزية القارية
قدّمت الكويت نموذجًا يُحتذى به في التنظيم، من حيث تجهيز المنشآت، جدول المباريات، تنسيق الفرق، والنقل التلفزيوني، إلى جانب الدعم اللوجستي الكامل لجميع المنتخبات المشاركة، وهو ما منح البطولة انسيابية غير مسبوقة.
هذا النجاح التنظيمي لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة عمل جماعي واتحاد متماسك، يؤكد أن الكويت باتت جاهزة بكل المقاييس لاستضافة بطولة كأس آسيا 2026، وأنها ستكون وجهة قارية جديرة بثقة الاتحاد الآسيوي والمنتخبات الكبرى.
بروز جيل عربي شاب… علامات واعدة للمستقبل
من أهم مكاسب البطولة هذا العام هو ظهور عدد من اللاعبين العرب الناشئين بمستويات فنية مبهرة، جسّدوا الحماس والانضباط والذكاء التكتيكي، في صورة فنية مشرفة لمستقبل كرة اليد العربية.
منتخبات مثل تونس، مصر، المغرب، والبحرين أظهرت عمقًا في القاعدة السنية، وقدرة عالية على الدفع بعناصر صغيرة السن تنافس بقوة أمام منتخبات تمتلك خبرات أكبر.
نجوم يضيئون البطولة… الصياد والعدواني في الصدارة
•حسين الصياد، النجم البحريني الكبير، واصل تألقه المعتاد بثباته القيادي، وروحه القتالية، وتمريراته الذكية التي تصنع الفارق. هو لاعب لا يمكن تجاهله في أي مناسبة، ويثبت في كل بطولة أنه أحد أعمدة كرة اليد الخليجية والعربية.
•أما سيف العدواني، نجم منتخب الكويت، فقد كان العنصر الأبرز في صفوف الأزرق، بثبات مستواه، ذكائه في تنفيذ الخطط، وشخصيته القيادية داخل الملعب، مما يعزز مكانته كأحد أبرز نجوم المستقبل في مركزه.
بطولة تعزز الأخوّة قبل التنافس
ما يُحسب لهذه البطولة هو أنها لم تقتصر على البُعد الفني، بل كانت منصة لتعزيز العلاقات بين الدول العربية الشقيقة.
من خلال روح المنافسة الشريفة، تبادل الخبرات، واللقاءات الفنية، ظهر جليًا أن هذه البطولات تمثل جسرًا حقيقيًا للتواصل، وتوحيد الصف الرياضي العربي، وهو ما نحتاجه في ظل تحديات المرحلة وتطلعات التطوير.
اللقب مستحق… مبروك لقطر
نبارك لـ المنتخب القطري فوزه بالبطولة عن جدارة واستحقاق. قدم الفريق أداءً متوازنًا، وتفوّق على خصومه بخبرة عناصره وتنظيمه الفني. التتويج لم يكن مفاجئًا، بل تتويج لمنظومة متماسكة، تدير اللعبة باحترافية على مستوى عالٍ.
شكرًا للناقل… وشكرًا لصوت البطولة
نخص بالشكر القناة الرياضية الكويتية على تغطيتها الممتازة، من تصوير، إخراج، وضيوف فنيين أعطوا للبطولة بُعدًا إعلاميًا مهمًا.
وكل الشكر والتقدير للإعلامي المتألق عبدالله حسين، الذي كان حضوره مشرفًا، وأسلوبه راقيًا، وجهده واضحًا في إنجاح التغطية الإعلامية لهذه البطولة.
تحية للاتحاد الكويتي لكرة اليد
كل الشكر والتقدير للاتحاد الكويتي لكرة اليد على التنظيم النموذجي والدقيق. البطولة خرجت بصورة مشرفة بفضل جهودهم، وكانت محل إشادة كل الوفود المشاركة، وهو ما يعزز مكانة الكويت كمركز رياضي فاعل في المنطقة.
شكر خاص للاتحاد العربي لكرة اليد
لا يمكن أن تكتمل الصورة دون توجيه جزيل الشكر والتقدير للاتحاد العربي لكرة اليد على جهوده الواضحة في الإشراف العام على البطولة، وحرصه على التنظيم المثالي بالتنسيق مع الاتحاد الكويتي.
لقد أثبت الاتحاد العربي من خلال هذه النسخة أنه جهاز رياضي محترف يعمل بروح الوحدة والمسؤولية، ويُدير البطولات بمستوى إداري وتنظيمي يليق بالمكانة العربية في اللعبة.
خاتمة
البطولة العربية للمنتخبات في الكويت كانت أكثر من مجرد مباريات، كانت رسالة فنية وتنظيمية، ومختبرًا حقيقيًا لصقل المواهب، وتجربة الأنظمة، وبناء الثقة.
نجاحها دليل على أن اليد العربية بخير، وأن تضافر جهود الاتحاد العربي، والاتحاد الكويتي، والإعلام الرياضي، كان العامل الأساسي وراء هذا التميز.
ومن الكويت، انطلقت بروفة آسيوية حقيقية، أكدت أننا قادرون على تقديم يد عربية محترفة ومشرفة بإذن الله.