وجهة نظر | ازدواجية المسابقات تهدد عدالة التنافس وتستنزف طاقة الشباب في موسم الاتحاد السعودي لكرة اليد

التحرير 

تنطلق اليوم منافسات بطولة النخبة للأندية لدرجة الشباب في الدوري الممتاز لكرة اليد للموسم الرياضي 2024-2025، خلال الفترة من 14 إلى 17 مايو الجاري، بمشاركة أربعة أندية هي: مضر، الوحدة، الخليج، والنور.

وفي اليوم التالي مباشرة، تنطلق مباريات كأس الاتحاد السعودي لكرة اليد (دور الثمانية) للموسم ذاته، ما يفتح باب التساؤلات حول ازدواجية الجدولة وتداخل المسابقتين بشكل يضر بمبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق المشاركة.

وكانت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة اليد قد سمحت بمشاركة 6 لاعبين من فئة الشباب، ولاعبين اثنين من فئة الناشئين مع الفريق الأول، في خطوة فنية مقبولة من حيث التطوير، لكنها تطرح إشكالية كبيرة حين يتعلق الأمر بضغط المشاركات، خصوصًا أن عددًا من الأندية يعتمد بشكل أساسي على لاعبي فئة الشباب في مباريات الفريق الأول.

هذا التداخل الحاصل بين بطولتين تعتبران من أهم البطولات في الموسم الرياضي، دون تنسيق زمني واضح، يُعدّ ثغرة تنظيمية قد تؤثر سلبًا على صورة الاتحاد السعودي، وتحديدًا لجنة المسابقات المسؤولة عن تنظيم البطولات، والتي يفترض أن تسعى دائمًا لضمان مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص.

ورغم أن كل بطولة تُعد مستقلة من حيث التصنيف الفني والإداري، إلا أن السماح بمشاركة لاعبي الشباب في الفريق الأول، يعني عمليًا أن هناك فريقًا كاملاً سيلعب بطولتين في أقل من أسبوع، وربما في أيام متتالية، وهو أمر غير منطقي من الناحية البدنية والفنية، ويفتح الباب أمام الإرهاق والإصابات.

كما أن معظم هؤلاء اللاعبين يُمثلون أيضًا المنتخب الوطني السعودي للشباب والرجال، ما يُضاعف المخاطر عليهم ويقلل من جاهزيتهم للاستحقاقات الدولية القادمة.

بالتالي، فإن غياب التنسيق بين البطولتين لا يمس فقط الفرق والأندية، بل يؤثر على صورة العمل المؤسسي داخل الاتحاد السعودي لكرة اليد، ويضع لجنة المسابقات أمام مسؤولية مباشرة بمراجعة الجداول وتنظيم المواعيد بما يخدم الجميع.

النجاح التنظيمي لأي اتحاد لا يُقاس بعدد البطولات فقط، بل بقدرة لجانه على الحفاظ على العدالة، وصحة اللاعبين، وتكافؤ فرص التنافس، وهي أمور ينبغي عدم التهاون بها لضمان استدامة التطوير والنجاح في رياضة كرة اليد السعودية.