قطر تكسر العقدة وتتوج بلقب العرب على حساب البحرين في نهائي مثير

كتب-جاسم الفردان
توج المنتخب القطري بلقب بطولة كأس العرب العاشرة لكرة اليد لأول مرة في تاريخه على حساب حامل اللقب المنتخب البحريني الذي حققها لأول مرة عام 2002 في العاصمة الأردنية عمان، وأنهى القطريون اللقاء بنتيجة 25\22. كان الشوط الأول انتهى قطريًا بنتيجة 12\11، وقدم المنتخبان شوطًا أول متكافئًا، غير أن الشوط الثاني كان متقلبًا من حيث الأداء والنتيجة، رغم الأفضلية القطرية على مدار الشوط الثاني. ويُعتبر الشوط الثاني هو الأسوأ من جانب المنتخب البحريني، الذي كثرت فيه الأخطاء الهجومية، ولم يستثمر البطاقة الحمراء التي حصل عليها وجدي سنان الذي يُعد العقل المدبر لكل الهجمات القطرية. ورغم عودة المنتخب البحريني للتعادل 22\22، ارتكب الأخير أخطاء متكررة استفاد منها المنتخب القطري لينهي اللقاء لصالحه ويتوج بلقب العرب العاشرة.
بداية سريعة ومتكافئة من الجانبين، رغم التقدم البحريني من نقطة الجزاء عبر حسن ميرزا ومحمد حبيب، وكان الرد من الطرف الأيسر عبر أحمد مددي وهدف من وجدي سنان. التعادل 2\2 مع الدقيقة 7، لعب البحرين مدافعًا بطريقة 6\0 متقدمة، ولعب المنتخب القطري بنفس الطريقة، ولأن المنتخب البحريني كان الجانب الأسرع في عملية المناورة، كان التقدم للبحرين 3\2 عن طريق محمد حبيب بهدفين حتى الدقيقة التاسعة، ولكن الحلول الفردية حضرت عن طريق مصطفى هيبة الذي جلب التعادل، غير أن الصياد اقتنص فرصة من الثبات وأعاد الأفضلية للبحرين 4\3 مع الدقيقة العاشرة. عشر دقائق سريعة وإغلاق دفاعي لأغلب محاولات المنتخب القطري، عشر دقائق البحرين أفضل تنظيمًا هجوميًا وأفضل على مستوى الدفاع المغلق 6\0 المتحول إلى متقدم.
مع الدقيقة 13، ورغم المناورة البطيئة، كانت الحلول الهجومية تأتي من لاعب الدائرة أمين قحيص بسبب تحركاته المزعجة لدفاع البحرين. تقدمت قطر بنتيجة 6\5 مع الدقيقة 15، لكن العودة كانت سريعة للبحرين إلى التعادل 6\6 رغم مطالبة حارس المنتخب القطري أحمد مجدي طاقم المباراة بمراجعة التسديدة التي جاء بها حسن ميرزا عن طريق الـPVC. أخطاء هجومية من الجانبين جعلت التعادل أو الفارق بهدف حاضرًا حتى الدقيقة 18. حاول فاسلين، مدرب المنتخب القطري، التغيير على مستوى الخط الخلفي الذي فشل في اختراق دفاع البحرين، وأدخل محمد حمام كمصوّب صريح وهو واحد من اكتشافات البطولة العربية. أخذ المنتخب القطري الفارق لأول مرة بهدفين بسبب خطأ هجومي بحريني، سجل منها قطر عن طريق وائل عمر 8\6 في الدقيقة 20.
حلول فردية قام بها المنتخب البحريني عن طريق محمد حبيب، أفضل مسجل في المنتخب بثلاثة أهداف قبل خروجه، إلى جانب حسن ميرزا، كما قدم البحرين جُملًا فنية وتمريرات ذكية أعادت التعادل مرة أخرى 10\10 قبل نهاية الشوط بأربع دقائق. رغم تفاوت الأداء في فترات الشوط الأول، كان التكافؤ حاضرًا، ففي لحظات قدم البحرين أداء قويًا في الدفاع وقوة تكتيكية هجومية، وكذلك المنتخب القطري الذي رفع أداءه الدفاعي وأغلق المساحات، وكان مركز الدائرة خياره الأول. مع ذلك بقي التعادل 11\11، لينهي المنتخب القطري الشوط الأول متقدمًا من نقطة الجزاء 12\11 رغم التكافؤ الكبير بين الفريقين.
وفي الشوط الثاني، شدد المنتخب القطري دفاعه، ومنع المنتخب البحريني من التسجيل لمدة أربع دقائق، في الفترة التي سجل منها المنتخب القطري ثلاثة أهداف متتالية، هدفين عن طريق علاء بن راشد وأحمد مددي، وهما من أطراف المنتخب القطري، رفع فيها الفارق إلى 4 أهداف. في تلك الدقائق ارتكب المنتخب البحريني أخطاء وأضاع فرصتين كانتا كفيلتين بإبقاء التكافؤ. ونجح علي رضا في تسجيل أول أهداف البحرين مع الدقيقة الخامسة. بشكل عام، انخفض أداء المنتخب البحريني بسبب الأخطاء الهجومية.
قلص المنتخب البحريني الفارق إلى هدفين بثلاثة أهداف متتالية عن طريق سلمان حمد، حسن مدن، ومحمد عبدالحسين، مستغلين خروج حارس مرمى المنتخب القطري أحمد مجدي، لتصبح النتيجة 18\16 مع الدقيقة 11. ورغم الأفضلية التي أخذتها قطر مع بداية الشوط الثاني، ارتكب المنتخب القطري أخطاء هجومية استفاد منها البحرينيون، غير أن أحمد مجدي كان حاضرًا من خلال التصديات التي قدمها خلال الشوط الأول. ومن فرصة تقدم بها الصياد وجهًا لوجه مع أحمد مجدي، تصدى لها الأخير لتتحول لهجوم مضاد تقدم منه المنتخب القطري 19\16 مع الدقيقة 14، في الفترة التي أعاد فيها المنتخب القطري تشكيله الدفاعي المغلق، وأغلق محاولات البحرين، وهي اللحظة التي تدخل فيها بريدراج بطلب وقت مستقطع لتصحيح الوضع الفني وتقليل الأخطاء الهجومية.
نجح المنتخب البحريني بعد الوقت الفني في تقليص الفارق إلى هدف 20\19 بعدما حسن أداءه الدفاعي ولعب بشكل أفضل هجوميًا. ورغم عودة قطر بفارق الهدفين، تلقى المنتخب القطري ضربة موجعة بطرد أحد ركائز الفريق، ما كان قد يؤثر على الأداء الفني، لكن المنتخب البحريني لم يستثمر هذه الضربة، بل زاد من أخطائه، وأهدر حسن مدن فرصة محققة، فرفع المنتخب القطري الفارق إلى 3 أهداف 22\19. ظهر على أداء قطر التأثر بغياب وجدي سنان، وبدأ بناء الهجمة القطرية أكثر بطئًا، ومع ذلك كان المنتخب البحريني أكثر أخطاء في الجانب الهجومي، رغم أن الفارق بقي هدفين 22\20 قبل نهاية المباراة بسبع دقائق.
حقق البحرين فارق الهدف بعد تصدٍ مهم قدمه محمد عبدالحسين، وتم إيقاف أنيس الزواوي لمدة دقيقتين بعد إعاقته سلمان حمد. حصل الأخير على رمية جزاء، وكانت النتيجة 22\21، وأهدر البحرين فرصة التعادل أمام أحمد مجدي، في الفترة التي برز فيها محمد عبدالحسين واستعاد مستواه، وتصدى لثلاث هجمات متتالية. ونجح الصياد في مجهود فردي وكسب رمية جزاء انبرى لها المتخصص حسن ميرزا، ليعيد البحرين لنقطة التعادل 22\22 قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق. بهدفين من نقطة الجزاء أعاد أحمد مددي الفارق إلى هدفين 25\22 نتيجة الأخطاء الهجومية وقلة التركيز، لينتهي اللقاء لصالح المنتخب القطري ويتوج بلقب كأس العرب لكرة اليد في النسخة العاشرة. بشكل عام، كانت مباراة ارتكب فيها المنتخب البحريني أخطاء هجومية متكررة، خصوصًا الدخول الخاطئ، نتيجة اعتماده على الحلول الفردية.