نهائي التتويج العربي: البحرين لتأكيد الهيمنة.. وقطر لصناعة التاريخ العربي

كتب-جاسم الفردان
يسدل الستار اليوم الأحد على بطولة كأس العرب العاشرة لكرة اليد التي تستضيفها العاصمة الكويتية الكويت خلال الفترة من 5 إلى 11 مايو الجاري، وقد بلغ المنتخب القطري والبحريني المباريات النهائية بشكل متكرر على مستوى البطولات الآسيوية والخليجية، وجميع هذه النهائيات كانت من نصيب المنتخب القطري، يعتبر هذا النهائي الخامس بين الطرفين غير أن المسمى اختلف، بطولة العرب لكرة اليد، وسبق للمنتخب البحريني أن حقق لقبها في نسختها الأخيرة، بينما المنتخب القطري يسعى لتحقيقها أول مرة في تاريخه، وبالتالي اللقاء وإن اختلفت فيه بعض الأسماء من الجانبين إلا أن المواجهة لن تكون في متناول أي طرف بالسهل اليسير، فكل منتخب له شخصيته وله طريقته الخاصة، وهذا ما سنتناوله في هذا التقديم.
ويخوض المنتخب الكويتي والمصري مواجهة الميدالية البرونزية، وهو لقاء قد يكون مختلفًا بالنسبة لمصر ومعقدًا بالنسبة للكويت، الذي خسر المواجهة الأخيرة في الدور النصف النهائي، وهي نتيجة غير متوقعة بالنسبة للاعب الكويتي، ولا حتى الشارع الكويتي الذي كان يؤمل ويعوّل كثيرًا على عودة الأزرق للبطولات من بوابة بطولة كأس العرب، وهذا ما قد يجعل المنتخب الكويتي بأداء غير متوقع، ما قد يُهدي المنتخب المصري الميدالية الفضية.
العنابي يأمل بتتويج ذهب العرب والبحرين يسعى لكسر الهيمنة والتتويج الثاني
يتطلع المنتخب البحريني لكسر الهيمنة القطرية على البطولات، ويرغب في تذوق طعم التتويج على حساب قطر بعد خمس نهائيات، أربع منها آسيوية وواحدة خليجية، وقدم المنتخب البحريني خلال ثلاث مباريات مستوى متدرجًا لبلوغ مرحلة الاطمئنان على تشكيلة المنتخب قبل تصفيات كأس العالم للرجال يناير 2026 بالعاصمة الكويتية الكويت، ونجح بريدراج بيتلجانسكي المعروف خليجيًا (بيجيه) في إيجاد تشكيلة مثالية مع التنوع والتدوير بين لاعبيه خلال المباريات الثلاث قبل المواجهة النهائية، ويعتمد (بيجيه) على أسلوب دفاعي ضاغط أساسه الطريقة الكلاسيكية 6/صفر بوجود علي محمود ومحمد مدن وعلى رضا، وهي أسماء تمت ملاحظتها في المواجهات الأخيرة بأنها أساس الدفاع للمحاربين، كما يعتمد على سرعة التحول السريع، وقد يلجأ (بيجيه) للطريقة ذاتها التي لعب بها أمام الكويت، إضافة للأسماء الثلاثة في العمق الدفاعي: حسين الصياد، وربما جاسم خميس أو حسن ميرزا، وعلي العشيري، ومحمد عبد الله، وقد نشاهد إضافة عبد الله علي، إضافة للاعب محمد حبيب، وقد نشاهد في هذه المواجهة ما شهدناه في مواجهة الكويت: جاسم خميس وحسن ميرزا في الساعد الأيمن، ومحمد حبيب وحسين الصياد، لن يعتمد (بيجيه) التغييرات بين الدفاع والهجوم إلا في حالات اضطرارية فقط، سيكون هناك تغيير واحد ما بين محمد حبيب في الهجوم وعلي رضا في الدفاع، والتشكيلة التي نجحت بامتياز أمام الكويت. ويتميز المنتخب البحريني بسرعة فائقة في المناورة، والقدرة على إزعاج المدافعين من خلال تبادل المراكز، وعملية الضغط وفتح الثغرات، إلى جانب تحسن أداء حسن مدن على خط الستة أمتار، وكذلك الأجنحة.
أما من جانب المنتخب القطري، فهو يمتلك أسماء قوية وقادرة على التعامل في مثل هذه المواجهات، كما يمتلك المنتخب البحريني قائدًا فذًا، كذلك المنتخب القطري يمتلك وجدي سنان، أكثر اللاعبين مساعدة لزملائه على تحقيق الأهداف، وقدرة على التوزيع والتنويع في مراكز اللعب، كما يمتلك لاعبًا من طراز فرانكيس، وإن كان أقلها حدة ومستوى، محمد حمام، والذي يمتلك قدرة على التصويب الخارجي من خلال مركزه الساعد الأيسر أو من منتصف الملعب، وكذلك الباك الأيمن إيلدر، الأكثر اختراقًا ومراوغة، وقدرة على تجاوز واحد ضد اثنين. أيضًا من مزايا المنتخب القطري الخط الأمامي بوجود أمين قحيص في مركز الدائرة، ونصر الشاذلي، والزواوي، وأحمد مددي، ويمتاز المنتخب القطري بدفاعه 6/صفر المحكم، والتحرك من تقسيم الملعب إلى شقين بميلان الكرة، ولديه القدرة على تضييق المساحات الدفاعية، ما يعيب المنتخب القطري بطء المناورة أو بناء الهجمة، وقد نجح المنتخب المصري في قطع بعض الكرات نتيجة بطء الحركة وبطء التمرير لديه، غير أن المنتخب القطري أمين على الكرة، ولها ثمن كبير، وإخراجها لا يكون إلا بشكل صحيح، وبالتالي يعتبر المنتخب القطري الأقل أخطاء في الجانب الهجومي.
بكل تأكيد، المباراة النهائية لها حساباتها، وما ذكرناه هو نتيجة المشاهدة، قد تختلف الأمور، وقد تختلف القراءة للمدربين، وقد تكون للمباراة ظروفها الخاصة، وبكل تأكيد سيكون هناك منتخب متوج للنسخة العاشرة من البطولة.