العنابي يُحكم قبضته ويطير إلى نهائي العرب بعد إسقاط الفراعنة

كتب-جاسم الفردان 

استحقّ المنتخب القطري الوصول إلى نهائي بطولة كأس العرب العاشرة بجدارة، بعد فوزه الصريح على المنتخب المصري بنتيجة 25/20، وكان الشوط الأول قد انتهى لصالح المنتخب القطري أيضًا بنتيجة 13/8. وقد تألّق الحارس القطري أناين سولجكوفيتش، وكان من أبرز أسباب التأهّل، إلى جانب القيادة الفنية داخل الملعب بقيادة وجدي سنان، الذي لم يستغنِ عنه المنتخب القطري. وقدّم “العنابي” أداءً مميزًا هجوميًا ودفاعيًا، في حين أن المنتخب المصري، بشبابه الأقل خبرة من لاعبي قطر، قدّم كل ما لديه، لكن الأخطاء وغياب الحلول الهجومية والثغرات الدفاعية ساهمت في خسارة “الفراعنة”. ومن الجانب المصري، برز الحارس يوسف ناجي الذي كان الأكثر ثباتًا على مدار 60 دقيقة.

وبهذه الخسارة، سيلتقي المنتخب المصري مع الخاسر من مباراة الكويت والبحرين لتحديد المركزين الثالث والرابع، فيما يخوض المنتخب القطري المباراة النهائية أمام الفائز من تلك المواجهة لتحديد بطل العرب 2025.

جاءت بداية اللقاء سريعة، وشهدت فرصًا متبادلة من كلا المنتخبين، وتصديات من الحارسين يوسف ناجي و‌أناين سولجكوفيتش. وتقدّم المنتخب القطري بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بعد أداء جيد على الأطراف من علاء بن راشد وأحمد مددي، بينما قاد الخط الخلفي محمد حمام، مع اكتفاء وجدي سنان بصناعة اللعب. بدأ المنتخب المصري اللقاء بشكل هو الأفضل له في البطولة، لكنه ارتكب ثلاثة أخطاء هجومية واضحة، واعتمد على لاعب الدائرة عمر هايمان، الذي قلّص الفارق إلى هدف (4/3). وبرز محمد حمام كأحد أبرز لاعبي اللقاء، بفضل قوته البدنية وطوله وسرعته ومهاراته الفردية، مما صعّب من مهمة الدفاع المصري.

استمر المنتخب المصري في ارتكاب الأخطاء الهجومية، وأضاع العديد من الفرص، فيما حافظ العنابي على تقدمه حتى الدقيقة 13 (6/3). وقدم المنتخب القطري أداءً فنيًا مميزًا هجوميًا، حيث لعب وجدي سنان كموزع وصنع ثلاث تمريرات حاسمة، وتميّز العنابي بإنهاء الهجمات بدقة وتنوع مصادر التهديف، ما رفع الفارق إلى 8/4. وبالرغم من تألّق يوسف ناجي في التصديات، فإن المنتخب المصري ظل يسجل بعد فوات الأوان، وكان دائمًا متأخرًا. ورغم تقليص الفارق إلى 9/6 بحلول الدقيقة 19، إلا أن تصديات سولجكوفيتش منعت المصريين من تقليص الفارق أكثر.

لعب المنتخب القطري بأسلوب مناورة وتمريرات متنوعة، لكن البطء وسهولة قطع الكرات منحا المصريين فرصًا لتقليص الفارق، الذي وصل إلى هدفين فقط، قبل أن يمنع سولجكوفيتش تقليصه لهدف واحد بتصدي حاسم في الدقيقة 23. وقد أجبر الدفاع القطري المنظم المصريين على ارتكاب المزيد من الأخطاء، في ظل غياب تفعيل الأجنحة، ما سهّل تغطية العمق الدفاعي القطري. وبشكل عام، ورغم تفوق العنابي، فإن التنافس الحقيقي في الشوط الأول كان بين الحارسين يوسف ناجي وسولجكوفيتش، وانتهى الشوط الأول بتقدّم قطر 13/8.

في الشوط الثاني، واصل المنتخب القطري تفوقه الدفاعي، مدعومًا بتألق سولجكوفيتش، وقاد وجدي سنان الهجمات من مركز صناعة اللعب، ما ساعد القطريين على توسيع الفارق إلى 20/12. وتمكّن علاء بن راشد وأحمد مددي من التسجيل من خلال اللعب المنظّم والارتداد السريع. ونجح المنتخب المصري في أول خمس دقائق من الشوط الثاني في تحسين أدائه الدفاعي وتصديات يوسف ناجي، وتمكن من تقليص الفارق، قبل أن يعود المنتخب القطري ويوسّع الفارق مجددًا إلى 21/15.

أظهر المنتخب المصري بعض المحاولات الناجحة عبر زياد مهند ومحمد وائل وزياد عبد الرحيم ومحمد عماد، الذين قدّموا أداءً نشطًا في الخط الخلفي، لكن لم يتم استثمار قدرات لاعب الدائرة عمر هايمان بالشكل المطلوب. ونجح لاعب الجناح المصري أسامة محمد في تقليص الفارق إلى 5 أهداف، في حين واصل يوسف ناجي تألقه في التصديات، لكن المصريين لم يستثمروا تلك اللحظات في تسريع اللعب.

من جانبهم، حافظ القطريون على فارق 6 أهداف حتى نهاية اللقاء، الذي بات في متناولهم بفضل الأداء الجماعي والانضباط، ليُنهي المنتخب القطري المواجهة بفوز مستحق بنتيجة 25/19، ويبلغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه في بطولة كأس العرب العاشرة.