المغرب بشكل جديد وأداء مغاير يصطاد الأبيض الإماراتي

كتب-جاسم الفردان
عوض المنتخب المغربي خسارته في ظهوره الأول في افتتاح مواجهات المجموعة الثالثة أمام الكويت، بفوز مستحق على المنتخب الإماراتي بنتيجة 33/25، وكان الشوط الأول قد انتهى مغربيًا أيضًا بنتيجة 17/11. وقدم “أسود الأطلس” مواجهة مغايرة تمامًا لما ظهر عليه الفريق أمام الكويت، في حين لم يُظهر المنتخب الإماراتي أي مستوى يُذكر، وكان واضحًا من أدائه أنه غير جاهز بدنيًا وفنيًا لهذه البطولة. وتبقى للأبيض الإماراتي مواجهة صعبة أمام الكويت الذي يسعى لصدارة هذه المجموعة.
وكان الشوط الأول قد بدأ بتقدم إماراتي، مستغلًا حالة الارتباك في صفوف المنتخب المغربي، حيث تقدّم بثلاثة أهداف مقابل هدف. وكان بالإمكان أفضل مما كان، غير أن الأخطاء الهجومية منحت المغرب فرصة الارتداد السريع، ليُعدّل النتيجة ويتقدم 7/5، ثم حافظ على فارق الهدفين (8/6) حتى الدقيقة 15.
وبرز من جانب المغرب كل من الزركي عبد الله، ووهيب إلياس، والساعي أمجد، ومنصاري يونس، وبودارين محمد، خاصة في الجانب الهجومي من حيث تسلسل التمريرات، وإيجاد الثغرات، والتنويع في مراكز اللعب. بينما ظهر من جانب الإمارات سيف الأنصاري، وهلال جهاد، وأحمد عبد الله، وصالح الهاجري، لكن دفاع الأبيض في الربع ساعة الأولى كان الأضعف، وتحمّل الحارس عبد الرحمن خميس عبء تلك الأخطاء.
في المقابل، كان المنتخب المغربي أكثر نجاحًا في الجانب الدفاعي، وأجبر الإماراتيين على ارتكاب أخطاء هجومية متكررة أفقدتهم الخيارات، واستطاع توسيع الفارق إلى 5 أهداف (12/7) مع الدقيقة 20. وبعد ذلك، بدا المنتخب الإماراتي أقل حيوية في التحرك، خصوصًا في العودة السريعة للدفاع، كما ظهرت عليه محدودية المناورة الهجومية الجماعية، مع اعتماد نسبي على الفردية، مما سهّل مهمة المغرب في إنهاء الشوط الأول متقدمًا بنتيجة 17/11. شوط لم يكن فيه المنتخب الإماراتي مستعدًا بدنيًا ولا فنيًا، على عكس المغرب الذي قدّم أداءً مميزًا تألق فيه لاعبوه والحارس أسامة حقاوي.
في الشوط الثاني، واصل المنتخب الإماراتي أداءه المنحدر، وفقد معظم خياراته الهجومية، وكثرت أخطاؤه، ما أثر على معنويات الفريق، وحُرم من التسجيل لمدة 6 دقائق، قبل أن ينجح محمد جمعة في تسجيل أول أهداف الشوط. في المقابل، واصل المنتخب المغربي استغلال تلك الأخطاء، وحوّلها إلى هجمات مرتدة، وأحيانًا إلى هجمات منظمة، ليرفع الفارق إلى 10 أهداف (22/12) مع الدقيقة السابعة.
واجه المنتخب الإماراتي مشاكل كبيرة في الجانب الدفاعي، وعجز عن إيقاف اندفاع الزركي والساعي أمجد، إضافة إلى ضعف التغطية في خط الستة أمتار. وتُعد مراكز الأطراف الأفضل نسبيًا للإمارات من حيث التسجيل في هذا الشوط، إلى جانب محاولة تفعيل الإرسال السريع، لكنها لم تكن كافية لتقليص الفارق.
وواصل المنتخب المغربي أفضليته وسيطرته على أحداث الشوط الثاني، ولعب بذكاء على أخطاء المنافس، لينهي المواجهة بأداء مغاير تمامًا لما قدّمه في ظهوره الأول أمام الكويت، محققًا فوزًا مستحقًا بنتيجة 33/25.
وبهذا الانتصار، حصد المغرب أول نقطتين له في البطولة، ما يضعه في دائرة المنافسة على أفضل مركز ثانٍ للعبور إلى المرحلة الثانية من بطولة كأس العرب العاشرة لكرة اليد.