قطر تنتزع التأهل بعد مواجهة مثيرة أمام نسور قرطاج

كتب – جاسم الفردان
تأهل المنتخب القطري إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب العاشرة لكرة اليد بعد فوزه على المنتخب التونسي بنتيجة 31/30، وكان الشوط الأول قد انتهى أيضًا بتقدّم القطريين 19/13.
وشهد اللقاء أفضلية قطرية بفضل وجود عدد من اللاعبين أصحاب الخبرة والقدرة على التعامل مع مثل هذه المواجهات الحساسة، في حين قدّم المنتخب التونسي أداءً ممتعًا على مدار 60 دقيقة، وكان نِدًّا قويًّا، ولعب بمنهجية هجومية اعتمدت على التمرير والتنظيم. وبرز في صفوفه الحارس محمد عزيز كأحد أبرز نجوم اللقاء لما قدّمه من تصديات مؤثرة، إلى جانب عدد من اللاعبين الذين أضفوا على المباراة فنيات ومتعة عالية.
ورغم التألق التونسي، امتلك المنتخب القطري الأدوات الكافية للتكيّف مع اللحظات الحاسمة، لا سيما في الدقائق الأخيرة التي شهدت استبعاد وجدي سنان بالبطاقة الحمراء بداعي تعطيل اللعب، وركلة جزاء لصالح تونس تمكّنت من خلالها من تقليص الفارق إلى هدف.
بدأ الشوط الأول بندية كبيرة بين الطرفين، حيث تبادل الفريقان التقدم، وشهدنا جُملة من الجوانب الفنية الجميلة من حيث بناء الهجمة وتنويع اللعب. تقدم المنتخب القطري 3/2، قبل أن يعود المنتخب التونسي بأداء جريء وقدرة واضحة على مجاراة خبرة العنابي، وساعدهم في ذلك الحارس المتألق محمد عزيز الذي ساهم بشكل لافت في قلب النتيجة لصالح منتخب بلاده، مدعومًا بجماعية الأداء ووجود عناصر مميزة مثل إسكندر بن منير، أحمد سليم، أحمد بن رحومة، وخليل كريم.
في المقابل، اعتمد المنتخب القطري على مجموعة متجانسة بقيادة صانع اللعب المميز وجدي سنان، إلى جانب إيلدر الزواوي، نصر الدين، وحمد مددي، الذين شكّلوا منظومة متماسكة استطاعت أن تقلب الموازين. وعلى الرغم من تقدم تونس دفاعيًا 4/2، كانت تحركات المنتخب القطري أكثر نجاعة وتنظيمًا، وطبق دفاع 5/1 على صانع اللعب التونسي، ما ساعده في استعادة زمام المبادرة وتوسيع الفارق إلى 6 أهداف (19/13) مع نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، دخل المنتخب التونسي بصورة مغايرة، وقلّص الفارق تدريجيًا إلى 3 أهداف (20/17)، مستفيدًا من تنظيم دفاعه بأسلوب 6/0، والتحول السريع للهجوم الخاطف. واستحق التونسيون هذه الأفضلية، ونجحوا في تقليص الفارق لهدف عن طريق رمية جزائية. ومع عودة الارتباك في الخطوط القطرية، ظهر مجددًا وجدي سنان كعنصر حاسم على المستويين الدفاعي والهجومي، ليُعيد الفارق إلى 4 أهداف (29/25) مع الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني.
لكن الدقائق العشر الأخيرة شهدت عودة الأخطاء في صفوف تونس، سواء في التمركز الدفاعي أو التسرع الهجومي، وهو ما استثمره المنتخب القطري ليعيد توسيع الفارق إلى 5 أهداف (27/22) بحلول الدقيقة 17. رغم ذلك، واصل المنتخب التونسي محاولاته وقلص الفارق في الدقائق الأخيرة من اللقاء، واستفاد من استبعاد وجدي سنان برمية جزاء، إلا أن خبرة العنابي حسمت الأمور لصالحه بفوز مستحق 31/30.
وبهذا الفوز، حقق المنتخب القطري العلامة الكاملة (4 نقاط) وضَمِنَ التأهل إلى الدور نصف النهائي، بينما ما زالت أمام المنتخب التونسي فرصة التأهل من بوابة “أفضل مركز ثانٍ” في المجموعات الثلاث
.