دهيلي.. منتخب الجزائر مثل مصر وفرنسا والظروف أثرت سلباً على مشاركتنا العالمية
كتب-محمد الضامن
أعرب مدرب المنتخب الجزائري لكرة اليد، عبد القادر، عن خيبة أمله بعد إخفاق الفريق في بلوغ الدور الثاني من كأس العالم 2025، رغم الأداء الجيد في كأس إفريقيا. وأرجع السبب إلى ضعف التحضيرات، غياب الاحتراف، والتحديات المالية التي تواجه كرة اليد الجزائرية. كما أكد أن المنتخب بحاجة إلى تطوير شامل، بدءًا من تكوين الفئات السنية، وتعزيز الدوري المحلي، وصولًا إلى الاستفادة من اللاعبين المحترفين في الخارج
في حديثه للوطن الرياضي أكد دهيلي أن مواجهة تونس كانت حاسمة، حيث تعادل الفريقان في اللحظات الأخيرة، لكن المنتخب الجزائري أضاع العديد من الفرص التي كلفته التأهل. كما أشار إلى أهمية حراسة المرمى، حيث تعتمد المنتخبات الكبرى على حراس بفاعلية تصل إلى 40% من التصديات، وهو ما افتقده المنتخب الجزائري.
وأضاف: لم نكن محظوظين في المباريات، حيث تأثرت نتائجنا ببعض الأخطاء الفنية وعدم الاستفادة من الفرص المتاحة. مباراة تونس كانت مثالًا واضحًا، حيث كنا قريبين من الفوز، لكننا لم نحسن استغلال الفرص، ما منح المنافس التفوق في اللحظات الأخيرة.
كشف المدرب أن المنتخب دخل بطولة العالم بمعنويات مرتفعة، لكن ضعف التحضيرات وغياب الإمكانيات أثر سلبًا على الأداء. وأوضح أن عدم وجود بنية تحتية رياضية متخصصة وغياب الدعم المالي أثرا على جاهزية الفريق.
وقال: التحضير كان دون المستوى المطلوب، لم نحظَ بمعسكرات كافية، ولم تكن هناك مباريات ودية قوية تجهز اللاعبين للتحديات الكبرى. في هذا المستوى، يجب أن يكون اللاعبون جاهزين بدنيًا وذهنيًا، لكن ضعف الإعداد أثر علينا بشدة.
أوضح فاروق دهيلي أن كرة اليد الجزائرية لا تزال تفتقر إلى ثقافة الاحتراف، حيث كانت الأندية في السابق مدعومة من المؤسسات العمومية، لكن بعد انسحاب هذا الدعم أصبحت تعاني ماليًا، مما انعكس على مستوى التكوين وإعداد اللاعبين.
وأضاف: في الماضي، كانت الأندية تتلقى دعمًا قويًا، مما ساعد في تطوير اللاعبين، لكن مع تراجع هذا الدعم، أصبحنا نواجه مشكلات كبيرة في تكوين المواهب. لا يمكن تطوير منتخب قوي دون دوري محلي قوي واحترافي.
اقترح المدرب التركيز على تكوين الفئات السنية، وزيادة المشاركة في الدورات الدولية لمنح اللاعبين الشباب الخبرة اللازمة. كما شدد على ضرورة اعتماد برامج طويلة المدى، بدلًا من التركيز على تحقيق نتائج سريعة على حساب تطوير القاعدة.
وقال: الاستثمار في الفئات السنية هو الحل الأمثل. يجب أن نركز على التكوين من الصغر، وأن نتيح لهم فرص الاحتكاك بالمنتخبات الكبرى حتى يكتسبوا الثقة والخبرة اللازمة للمنافسة على المستوى العالمي.
رأى فاروق دهيلي أن الاستعانة باللاعبين المحترفين في الخارج يعد حلًا مؤقتًا لكنه ليس حلًا نهائيًا، مشيرًا إلى أن معظم اللاعبين الجزائريين المحترفين تلقوا تكوينهم في الجزائر قبل احترافهم في أوروبا ودول الخليج.
وقال: لدينا لاعبون محترفون مميزون، والاستفادة منهم أمر ضروري، لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب تطوير المواهب المحلية. لا بد من تحقيق توازن بين الاستفادة من المحترفين وتطوير اللاعبين داخل الجزائر.
شدد المدرب على ضرورة تدخل الدولة لدعم الأندية والاتحاد الجزائري ماليًا، وربط الأندية بشركات راعية لضمان استمرارية تطوير كرة اليد. كما أشار إلى أن الاهتمام بالدوري المحلي ورفع مستوى المنافسة يعدان عاملين أساسيين في تحسين الأداء.
وأضاف: لا يمكن تحقيق التطور بدون استثمار مالي حقيقي, يجب أن تتدخل الدولة لدعم الأندية، وتوفير بنية تحتية قوية، وإعادة الاهتمام بالدوري المحلي ليكون قاعدة صلبة لإعداد المنتخب الوطني.
أكد فاروق دهيلي وجود إرادة سياسية لدعم كرة اليد الجزائرية، مشيرًا إلى اهتمام رئيس الجمهورية ووزير الشباب والرياضة باللعبة. كما دعا إلى الاستفادة من تجارب منتخبات ناجحة مثل مصر وفرنسا، التي تعتمد على الاستقرار الفني والتكوين الجيد.
وقال: منتخبات مثل مصر وفرنسا لم تصل إلى القمة بين ليلة وضحاها، بل عبر عمل مستمر واستقرار في الأجهزة الفنية، بالإضافة إلى استثمارات كبيرة في التكوين. يجب أن نتعلم من هذه التجارب وأن نعمل بنفس النهج لتحقيق النجاح.
في ختام حديثه، وجه دهيلي رسالة إلى الجماهير الجزائرية، مؤكدًا أن المنتخب يمتلك مقومات النجاح لكنه بحاجة إلى الصبر والدعم. وأوضح أن قلة التحضيرات أثرت على الأداء، لكنه يأمل أن يحصل الفريق على الدعم الكافي لاستعادة مستواه والمنافسة بقوة في المستقبل.
وقال: أعلم أن الجماهير تشعر بخيبة أمل، ونحن كذلك. لكن يجب أن نعمل معًا لإعادة المنتخب إلى القمة. نحتاج إلى الدعم، ونعدكم بأننا سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الأفضل في المستقبل.
