الكويت تخسر فرصة التأهل التاريخي.. لكنها تكسب الخبرة والمستقبل!

في مباراة حاسمة جمعت منتخب الكويت لكرة اليد بنظيره القطري، خسر “الأزرق” فرصة التأهل إلى الدور الثاني من بطولة العالم لكرة اليد 2025، وهو الإنجاز الذي كان سيكون الأول من نوعه في تاريخ الكويت. لكن قدر الله وما شاء فعل، فالأداء القتالي والرغبة الواضحة في الانتصار لم تكن كافية لتجنب الخسارة أمام منتخب قطري أكثر خبرة.
بداية متعثرة.. وانتفاضة في الشوط الثاني
دخل المنتخب الكويتي المباراة بأداء باهت في الشوط الأول، حيث لم يكن بالمستوى المطلوب، وظهرت بعض الأخطاء التكتيكية التي كلفت الفريق الكثير. تأثر اللاعبون بالرهبة والضغط، ما أدى إلى فقدان التركيز في العديد من الفرص الهجومية. لكن مع انطلاق الشوط الثاني، شاهدنا منتخبًا مختلفًا تمامًا، حيث ظهر الحماس والإصرار بوضوح، وبدأ الفريق يقدم أداءً أكثر تنظيمًا وقوة، وكاد أن يقلب الطاولة لولا بعض الأخطاء وسوء التوفيق في اللحظات الحاسمة.
رغم الخسارة.. المكاسب كبيرة!
ورغم هذه الخسارة المؤلمة، فإن التجربة كانت غنية بالدروس المهمة للمنتخب الكويتي. هذه المشاركة كشفت عن إمكانيات كبيرة لدى اللاعبين، الذين أظهروا روحًا قتالية رائعة، وإصرارًا يستحق التقدير. كما أنها كانت فرصة حقيقية للجهاز الفني لاختبار المجموعة وتصحيح الأخطاء التي كانت واضحة للجميع.
الآن، أمام المنتخب فرصة جديدة في بطولة كأس الرئيس، حيث يمكنه استغلال هذه المباريات لزيادة الانسجام، وصقل المهارات، وتصحيح الأخطاء التكتيكية. هذه المرحلة ليست أقل أهمية من الدور الرئيسي، بل قد تكون نقطة تحول حقيقية في تطوير المنتخب للمستقبل.
كسب الخبرة.. مرحلة مفصلية
لقد أثبت المنتخب الكويتي في هذه البطولة أنه تجاوز مرحلة التكوين وأصبح في مرحلة كسب الخبرة والمنافسة. لكن هذه المرحلة تتطلب الاعتماد على الأفضل وإعطاء الفرصة للمستحقين دون أي اعتبارات أخرى. فالاستمرار في تطوير الأداء يحتاج إلى قرارات جريئة وشجاعة من الجميع، سواء اللاعبين أو الجهاز الفني أو المسؤولين عن المنتخب.
نرفع القبعة لهذا الجيل المقاتل!
يكفينا فخرًا أن نشاهد منتخبنا يقاتل حتى اللحظة الأخيرة، رافعًا راية الكويت في بطولة عالمية بهذا الحجم. رغم الخسارة، إلا أنكم قدمتم كل ما لديكم، وأثبتم أن الكويت قادرة على المنافسة، واليوم هو مجرد محطة في طريق الإنجازات القادمة.
نثق أن القادم سيكون أفضل، وأن هذا المنتخب يملك الروح والإصرار لصناعة المستقبل. كل التوفيق لمنتخبنا في بقية مشواره، وننتظر منكم المزيد من العطاء والتألق!
مهدي القلاف