النرويج ماضِ مشرق ومستقبل واعد

تستعد النرويج لاستضافة بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2025، وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها هذه البطولة الكبرى. مع اقتراب الحدث الذي سينطلق في يناير، تأمل النرويج في استغلال ميزة اللعب على أرضها وبين جماهيرها لتحقيق حلم العودة إلى منصة التتويج بعد غياب دام سنوات عن الميداليات العالمية.
على مدار العقد الأخير، برزت النرويج كأحد أقوى فرق كرة اليد في العالم. وحققت إنجازات كبيرة، أبرزها الوصول إلى نهائي بطولة العالم مرتين، عام 2017 في فرنسا وعام 2019 في ألمانيا والدنمارك، لتحصد الميداليتين الفضيتين. ومع ذلك، لم تستطع النرويج تحقيق الذهب، حيث خسرت المباراتين النهائيتين أمام فرنسا والدنمارك.
في السنوات الأخيرة، ورغم تراجع ترتيبها إلى المركز السادس في نسختي 2021 بمصر و2023 في بولندا/السويد، حافظت النرويج على مكانتها كواحدة من الفرق الكبرى، كما تأهلت إلى دور الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 وباريس 2024. ويُعد هذا الزخم الإيجابي حافزًا كبيرًا للمنتخب في محاولته استعادة الأمجاد.
الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور
ستلعب النرويج جميع مبارياتها في أرينا الوحدة بباروم، وهو الملعب الذي يتسع لآلاف المشجعين المتحمسين. ويتوقع أن تكون الأجواء مفعمة بالحماسة، مع حضور جماهيري كبير لدعم المنتخب الوطني. وأعرب المدير الفني، يوناس ويلي، عن تطلعه لهذه اللحظة، قائلاً: “اللعب على أرضنا يمنحنا شعورًا خاصًا. الدعم الجماهيري سيكون عاملاً حاسمًا. نأمل أن تكون المدرجات ممتلئة لنشعر بالقوة والطاقة التي تمنحها الجماهير”.
فريق مليء بالخبرات
أعلن ويلي عن القائمة النهائية للفريق، والتي تضم نخبة من اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم في البطولات السابقة. يتقدم الفريق ساندر ساغوسن، النجم الذي يعد واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم، رغم إصاباته المتكررة خلال السنوات الأخيرة. إلى جانبه، يبرز لاعبون مميزون مثل كريستيان بيورنسن وماجنوس أبيلفيك رود وألكسندر بلونز، بالإضافة إلى الحارس المخضرم توربيورن بيرجيرود.
هذه التشكيلة تجمع بين الشباب والخبرة، وتُظهر رغبة قوية في التحدي. وأكد ويلي أهمية استمرار الفريق على النهج الهجومي الذي تبناه في السنوات الأخيرة، قائلاً: “لن ندافع عن شيء، بل سنهاجم كل فرصة متاحة لتحقيق أهدافنا”.
مجموعة متوازنة ولكنها ليست سهلة
وقعت النرويج في المجموعة الخامسة إلى جانب البرتغال والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية. تاريخيًا، تمتلك النرويج سجلاً إيجابيًا ضد جميع فرق المجموعة، حيث حققت أربع انتصارات ضد البرتغال من أصل ست مواجهات. آخر مواجهة بين الفريقين كانت في مارس 2024، عندما فازت النرويج بنتيجة 32-29 في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس.
أما أمام البرازيل، فقد واجهت النرويج المنتخب اللاتيني خمس مرات في البطولات الكبرى، وفازت بجميعها، بما في ذلك الفوز بنتيجة 27-24 في أولمبياد طوكيو 2020. وتبدو المباراة ضد الولايات المتحدة أقل صعوبة، نظرًا لتاريخ المنتخب الأمريكي في هذه البطولة.
فرصة تاريخية للتتويج
بالتزامن مع الاستعدادات المكثفة داخل وخارج الملعب، يرى المحللون أن استضافة النرويج للبطولة تمنحها فرصة ذهبية لاستعادة أمجادها العالمية. الجماهير المحلية، البنية التحتية المتطورة، والخبرة الكبيرة للاعبين كلها عوامل تصب في مصلحة الفريق.